ZULFA | زلفي

مشكلةُ الطلاق في المجتمعِ العماني

مركز زلفى – سلطنة عمان 

مشكلةُ الطلاقِ مسألةٌ عوِيصَة، تُؤرِّقُ المجتمع العماني كغيرِه من المجتمعات، وتُأثّرُ بشكْلٍ سلبي على عدةِ جوانبَ من حياة الأفراد والأسر، سواءٌ من الناحية النفسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، وتُعاني عدة أطراف من هذه الآفة؛ فهناك الطَّلِيقان من جهة، والأبناءُ من جهة أخرى، وأُسَرَ الأزواج ومجتمَعُهم من جهة ثالثة.

ونحن عندما نحدثُكم عن مشكلة الطلاق، لا نحاول تَهْوِيلَ الموضوع وتَضْخِيمَه، ولكننا ننطلق من أرقام وإحصائيات، ونَستَنِد إلى لقاءات واستشارات ترد علينا في مركز زُلْفَى، وبناءً على تلك الاستشارات كذلك، سنحدد أهم أسباب الطلاق في المجتمع العماني، وأبرز مراحلِه، كما سنبين في الأخير سُبَلَ علاج هذه المعْضلة، وطرق الحفاظ على استقرار الزواج وإنجاحه.

أولا: مراحل الطلاق:

                لا يحدث الطلاق بين عشية وضحاها، ولا ينتهي بمجرد حكم المحكمة، بل إن له عدة مراحل، يمكن تلخيصها في ثلاث مراحل بارزة، وهي:

  • مرحلة ما قبل الطلاق: حيث يعيش الزوجان مع بعضهما تحت سقف واحد، ولكن في حالةٍ من الصمت الزواجي، والتَّصَحُّرِ العاطفي، وفتورِ العلاقة وبُرودِها، ثم يتحول ذلك الصمت والفتور إلى رغبة معلنة في الطلاق والانفصال.
  • مرحلة الطلاق القانوني: حيث تكون عند كلٍّ من الزوجين قناعةٌ تامةٌ بالطلاقِ من الجانب القانوني والشرعي، وتؤثر هذه المرحلةُ على الطرفين ماديا بشكل واحض، وخاصة فيما يتعلق بتكاليف النفقة والحضانة.
  • مرحلة ما بعد الطلاق: تؤثر هذه المرحلة على الجانب النفسي لكلٍّ من الطَّليقَين؛ فيبدأ الزوجان بالتفكير في حياتهما بعد الطلاق، ونظرة المجتمع إليها، ومستقبل أبنائهما، وغيرِ ذلك من الهموم التي تُثْقل كاهِل الطليقين، وتُتعبُهما نفسيًّا.

ثانيا: أسباب الطلاق:

بعد أن حدثتكم عن أهم المراحل التي يمر بها الطلاق، ننتقل الآن إلى بيان الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق، ويمكن القول بأن هناك أسبابا عامةً وأسبابا خاصةً:

  • الأسباب العامة:

وهي الأسبابُ التي قد تؤدي إلى الطلاق في أي مجتمع، وفي مقدمتها ما يلي:

  1. عدم القدرة على الإنجاب؛ وذلك لسبب عضوي أو بسبب عدم رغبة أحد الطرفين في الإنجاب، فإذا كان سببا عضويا فإن الطب الحديث قد أحرز تقدما كبيرا في هذا المجال، مما يساعد على تجاوز هذه المعضلة مع الحفاظ على العلاقة الزوجية.
  2. سوء المعاملة بين الزوجين، وتصرف أحد الطرفين بقلة أدب، وعدم احترام الطرف الآخر، واحترام أهله، أو ممارسة العنف عليه.
  3. الفتور في العلاقة العاطفية والحميمية؛ مما يدفع أحد الطرفين إلى الخيانة الزوجية.
  4. مرض أحد الزوجين، وخاصة إذا كان مرضا مزمنا، ولكننا نرى في الكثير من الحالات، أن العلاقة الزوجية تستمر، ويُظهر الطرفُ المعافَى وفاءً للطرف المصاب، ويُغْدِقُ عليه من عنايته واهتمامه.
  5. تعدد الزوجات؛ فالزوجة نادرا ما تقبل بأن يتزوج زوجها بامرأة أخرى، فتطلب منه الطلاق، أو أن علاقتهما تسوء بشكل كبير بعد الزواج الثاني.
  6. عدم قدرة الزوج على تحمل نفقات الأسرة، إما لضعف حالته المادية، أو بسبب مُغالاة الزوجةِ في طلباتِها، ومحاولتِها مجاراةَ صديقاتها الثَّريَّاتِ في اللباس والاستهلاك.
  7. إدمان المخدرات أو بعض السلوكيات المنحرفة، التي تجعل من الصعب على الطرف الثاني الاستمرار في العلاقة الزوجية.
  8. أسباب الطلاق في المجتمع العماني:

تبين لنا في مركز زلفى، أن أهم أسباب الطلاق في المجتمع العماني، بالإضافة إلى ما سبق، تتجلي فيما يلي:

  1. سوء اختيار شريك الحياة؛ إذ يَفْتَقِرُ معظمُ المقبلين على الزواج إلى المهارة اللازمة لاختيار الشريك المناسب.
  2. اختلاف أنماط التفكير عند كل من الزوجين؛ فاختلاف بيئة الزوجين قد تكون سببا في عدم التفاهم والتوافق، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى الطلاق.
  3. الزواج المبكر.
  4. تدخل أهل الزوج والزوجة في حياة الزوجين.

                  ثالثا: كيفية تفادي أسباب الطلاق:

                  إن الهدف من معرفة الأسباب المؤدية إلى الطلاق، هو العمل على تجنبها والابتعادِ عنها ما أمكن، وخاصةً عن طريق اتباع الإرشادات التالية:

  • شارك في دوراتٍ تدريبية وبرامج تكوينية قبل اختيارك لشريك حياتك، وذلك انطلاقا من جوانب مختلفة، وعلى رأسها الأسرة والمحيط، ومعرفة الدوافع إلى الزواج أهي مادية أم عاطفية، وغير ذلك مما يعينك على اختيار الشريك المناسب لتكوين بيت مستقر وسعيد.
  • قف بالمرصاد أمام محاولات أسرتيكما التدخل في شؤنكما الزوجية، وأبقيا مشاكلكما الخاصةَ بعيدةً عن الوالدين والإخوة وغيرهما؛ لأن تدخل الأسر غالبا ما يؤدي إلى فشل العلاقات الزوجية، وإذا احتجتما إلى استشارة ومساعدة، فحاولا الاستعانة بمراكزَ مختصة، فذلك أَجْدى وأنفع.
  • اعْمَل على تقبل الاختلاف، والرضى عن الطرف الآخر، وتقدير ما يقوم به من جهود، واحترامِ وجهة نظره؛ فليس من الضروري أن تتفقا في كلِّ شيء، ولن تشعر بالسعادة إذا كان شريكُك نسخةً منك؛ يفكر كما تفكر، ويتفق معك في كل شيء؛ لأنه في هذه الحالة لن يضيف إلى حياتك أي معنى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

On Key

Related Posts

ظاهرة السرقة عند الاطفال هي سلوك شائع جدا عند الأطفال و أحدى العادات السلوكية السيئة المكتسبة  ، والتي لا تقل خطراً عن الكذب  ، فدائما السرقة في السن الأصغر تقتصر على الوسط العائلي أو المدرسي ، أما في سن المراهقة فتكون في المجتمع الأكبر (السرقة من المحلات والسوبرماركت وسرقة البيوت….الخ)

يكتسب الأطفال هذا السلوك من المحيط الذي يعيشون فيه عن طريق التقليد فهي ليست حتمية وبالتالي يمكن تجنبها إذا نجحنا في تربية أطفالنا تربية صالحة وحذرناهم من عواقب هذا السلوك الذي لا يجلب لهم إلا الشر والأذى.

تعرف السرقة بأنها اختلاس شيء أم متاع أو مال يملكه شخص آخر  بدون علمه (خفيه عنه) وبدون موافقته ، كذلك الحيلة والخداع تعتبر من السرقة كمثل ان طفل يريد أن يستعير لعبة مع نيته عدم إرجاعها الى صاحبها، إن صغار الاطفال عادة لا يميزوا بين حدود الملكية والحقوق ،ولذلك قد يقدمون على السرقة.

تتنوع حالات السرقة كما تتنوع أسبابها ومن خلال مقالنا عبر “أثير” سنوضح بعض الأسباب التي تساعد الأبوين بداية في الوقاية وعلاج سلوك السرقة عند أطفالهم.

السرقة الناتجة عن الحرمان من حاجة مادية: مثال الطفل الذي يسرق كي يأكل ويسد جوعه نتيجة اهمال الاسرة لإشباع حاجاته الاساسية ، أو يكون هاربا من البيت بسبب العنف.

– السرقة بالصدفة أو العابرة: وهي عادة ما يكونوا الأطفال في مكان معين فتكون هناك أشياء مغرية تغريهم للحصول عليها وينتج عنه بعض من التحدي والمخاطرة بينهم فيجرؤا على السرقة.

– تدني التربية الاخلاقية في الأسرة مع تدني الرعاية والحماية: كمثل اقدام الاب او الاخوة على السرقة ويرجع ايضا تساهل الاسرة لهذا السلوك وعدم محاسبة الطفل الجانح لأنها لا توفر له الرعاية في الاصل.

– السرقة بسبب الاساءة النفسية: وهنا يقوم الطفل بالسرقة بسبب الانتقام من الاخ أو الاخت يحظى بالاهتمام الزائد من الوالدين أو أحدهما على حساب حقه هو ، وقد يسرق أيضا تعويضا عن حرمان عاطفي.

– السرقة بسبب الشعبية أو الشهرة: وهنا يقوم الطفل بسرقة أغراض من المنزل ويقوم بتوزيعها على رفاقه في المدرسة كمثل الفتاة تسرق بعض الحلي الصغيرة (خواتم – أقراط أذن)

الوقاية والعلاج،،، تتعد طرق الوقاية من سلوك السرقة وعلاجه ، وتتلاقى في معظمها مع وقاية وعلاج المشكلات السلوكية الأخرى.

– لا بد على صعيد الوقاية على تجنيب الطفل الناشئ للعوامل المؤدية إلى سلوك السرقة وهي:

– تنمية الحس الخلقي لديه بالتدرج مع بداية عمره وتقدم نموه العقلي بحيث يصل لمرحلة التمييز بين الحلال والحرام ،وذلك لكي يتعرف على ممتلكاته وممتلكات الغير ، وتدريبه على عدم اللجوء الى الاساليب الاحتيالية والاستغلال ، وإرضاء رغباته وشهواته ، وتعليمه التفاهم مع الآخرين واستئذانهم قبل التعدي على ممتلكاتهم ، وتبصيره بأهمية الأمانة والصدق والبعد عن الغش.

العلاج،،، معظم اجراءات الوقاية التي ذكرناها تندرج ضمن أساليب علاج السرقة من خلال تقصي الاسباب والعمل على ازالتها ، واذا كانت سرقة الطفل ناتجه عن عوامل غيرة أو تمييز في المعاملة أ وحرمان عاطفي أو عدم تفاهم على مصروف ، فينبغي على الاهل المبادرة لتغيير تعاملهم مع اطفالهم.

وانطلاقا من علاج اخطائهم يجب وضع الحدود ملزمة على سلوك الطفل ، وهنا يلعب تعديل سلوك السرقة عند الطفل من خلال العقوبات كمثل غرامات تعويض عن اضرار السرقة ، والحرمان من بعض الأنشطة المحببة الى نفسه أما من جانب سلوكيات الأمانة واحترام ملكية الغير فتكون بالمكافأة باستمرار في المنزل أو حتى محيط المدرسة ليجد الطفل نفسه أما معادلة الربح والخسارة.

إن من الأعراض المنتشرة عند أطفالنا اليوم هو القلق الذي أصبح يهدد حياة أطفالنا ويعيقهم من تحقيق الطمأنينة والمشاركة في الانشطة المجتمعية ومن تحديات التي تواجه الوالدين في التخلص من هذه الاضطرابات هو عدم درايتهم وفهمهم عن هذه الانفعالات.

القلق هو حالة من الشعور بالهم وتوجس الخطر أو السوء في المستقبل القريب يصاحبها شعور بالضيق والمعاناة النفسية إنه توقع للتهديد أو الأذى أو الخطر يعانيه الانسان وحده نظراً لتطوره الدماغي الذي يتيح له استشراف الأحداث التي لم تقع بعد وهناك نوعان من القلق وهما القلق الوجودي والقلق المرضي أما القلق الوجودي.

هناك أربعة جوانب تشكل أعراض القلق المرضي

– أعراض جسدية: توتر العضلات ،دوخة تسارع نبضات القلب ،ضيق التنفس وتسارعه ،تعرق الكفين وغثيان صعوبات الهضم وجفاف الفم وتكرار البول

– أعراض فكرية: المبالغة في تقدير خطورة الموقف المبالغة في الخوف من عدم التمكن من المواجهة والعجز عن التعامل هموم وأفكار سوداوية تتوقع الكوارث المبالغة في الاحساس بأنه ليس لدينا وسائل للحماية أو المساعدة وصعوبات التركيز.

– أعراض سلوكية: تجنب الظروف والمواقف المولدة للقلق التخبط والهياج في السلوك بدون فاعلية فرط اتخاذ احتياطات الحماية وفرط تجنب المواقف المثيرة للقلق ارتباك وحركة دائمة والاحساس بالتعب.

– أعراض انفعالية: العصبية ،الخوف ،النزق ،الاحساس بوقوع كارثة وشيكة فقدان الهدوء النفسي والارق وفقدان القدرة على النوم والكوابيس وسرعة الغضب والانفعال.

قد تكون اسباب القلق ذاتية أو هي نابعة من المحيط هناك على الصعيد الذاتي أسباب عديدة مولدة للقلق لدى الطفل في سنواته الأولى من العمر ،وأبرزها هو الخوف من نوازعه العدوانية والخوف من ردود الفعل الانتقامية أو العقابية عليها من الوالدين وهناك العديد من العوامل في بيئة الأسرة تولد قلق الطفل من أبرزها خوفه من الانفصال عن الوالدين أو من الضياع ومنها تهديد الطفل بشكل متكرر ولو لفظياً بأننا نقول لم نعد نحبه أو أننا نستغني عنه ومنها أيضا هو التشدد في تربية الطفل المبكرة بما لا يمكنه من تلبية متطلبات الأهل وهو ما يسمى الكمالية الزائدة ومنها تذبذب المعاملة ما بين التشدد والتراخي مما يشوش نفسية الطفل ويجعله يفقد التوجه (هل ينتظر مسامحته أو التساهل معه أو ينتظر العقاب).

سنعرض هنا طرق الوقاية من القلق وعلاجه على مستوى الأسرة والعلاقات ما بين الطفل والوالدين

إن من أهم عوامل الوقاية من القلق على مستوى الأسرة تتمثل في توفير بيئة أسرية آمنة يشعر الطفل فيها بالحماية والقبول والرعاية الملائمة يحس أنه محمي من الأخطار الذاتية والخارجية وتتمثل في أمرين وهما القبول والحب والرعاية والتقدير من ناحية وإشعار الطفل أن لدى الوالدين ما يكفي من وسائل القوة والحصانة والتمكن لحمايته من الأخطار.

يليها في الأهمية ويعزز عملها أسلوب تنشئة الطفل لجهة مراعاة وضعه ودرجة نضجه في مسائل الفطام والتدريب على النظافة بحيث يحظى بحقه من الرعاية والاهتمام قبل انجاب طفل جديد والانشغال به.

قضم الأظافر ومص الاصابع عند الاطفال

تظهر دراسات اضطراب العادات أن هناك مجموعة من الأطفال يقضمون أظافرهم من وقت لآخر ، وأن بعض الاطفال يقوم بقضم أظافر يديه بشكل متكرر جدا بحيث قد تصل حد سيلان الدم منها ،وهناك عدد منهم يستمر في قضم أظافره حتى عند بلوغه سن الرشد ، وهي عادة أكثر شيوعا لدى الإناث منها لدى الذكور ويصاحب قضم الاظافر حالة من الخجل والارتباك وخاصة في المواقف الاجتماعية بحيث تتم ممارسة هذه العملية خفيه تجنبا الشعور بالأحراج. وتترسخ هذه الحالة عند هذه الفئة القليلة بحيث يصعب عليهم التخلص منها تلقائيا وهم يصارعون الخوف من حكم الناس عليهم وخصوصا يخافون من الكبار ولذلك يحرصون على اخفاء اصابعهم.

يصاحب قضم الاظافر عادة صراع نفسي داخلي يتصف بحالة من التوتر النفسي على خلفية تراكم عدوانية داخلية تولد رد فعل معاكس يتمثل بالشعور الشديد بالذنب وهي عدوانية موجهة عادة الى الوالدين حيث ان الطفل غير مسموح له بالتعبير فغنه يشعر بالذنب.

يتفاقم الأمر من خلال توبيخ الأهل للطفل على قضم أظافرة مما يزيد عند الطفل الاحتقان والصراع النفسي والذي يفرغ من خلاله رد العدوانية الى ذاته على شكل قضم أظافر مفرط وبمشاعر انتقام مصحوبة بذنب وادانة ذاتية وكلما تراكم التوتر النفسي الداخلي لم يجد من يقضم أظافرة من وسيلة لتصريفه الا من خلال ممارسة القضم القهري لا ظافره.

العلاج: سنوضح هنا بعض النقاط التي من خلالها يمكن للأبوين علاج طفلهما

– ارشاد نفسي للطفل والوالدين معا: أما بالنسبة للوالدين فيجب عليهما تغيير نمط علاقتهما بطفلهما بمزيد من الانفتاح والتقدير وابداء الاهتمام وأن يقوموا بتشجيع طفلهم بدلا من التوبيخ والتأثيم ويفعلوا الحوار الاسري مع طفلهم.

أما بالنسبة للطفل فيحتاج من الاخصائي النفسي الى تفهم مرحب واقامة حلف علاجي معه من خلال اعادة له الاعتبار الذاتي وتغيير نظرته من السلبي الى الايجابي.

وهناك عدة طرق ارشادية يمكن تطبيقها مع الطفل وهو التنفس العميق والاسترخاء والمثابرة على ذلك لتفريغ الاحتقان والتوتر الذي يؤدي الى قضم الاظافر.

– مص الأصابع:

مص الاصابع عند الطفال يمثل مظاهر اللذة الفمية وخصوصا لذة الامتصاص الفطرية التي تشكل الثواب الممتع على الرضاعة الضرورية للحفاظ على الحياة ولا يتوقف مص الاصابع على عملية الرضاعة فحسب بل هو متعة بحد ذاتها يقبل عليها الرضع والاطفال في سنوات عمرهم الاولى وهناك أدلة على انا الاجنة تمص اصابعها وهي في الرحم ، إن مص الاصابع عند الاطفال يعطيهم لذة وشعورا داخليا مريحا بالسعادة والدفء والطمأنينة لذلك يشعر الطفل بالاسترخاء أثناء مص أصابعه.

هناك حالة مص الطفل لأصابعه وهي الطبيعية في بداية العمر والتي يتجاوزها الطفل المتمتع بالصحة النفسية تدريجيا مع التقدم في السن في هذه الحالة يمص الطفل اصبعة قبل النوم او عندما يشعر بالخوف والتوتر او حين لا يكون شيء هناك يشد من انتباهه.

هناك حالتا من مص الاصابع تستمران بعد العمر المفترض احداهما تدل على توتر نفسي واضطراب واخرى هي تعبير عن الرغبة في زيادة المتعة ويستمر الطفل في الحالة الثانية بمص اصبعة عدة سنوات وخصوصا في اوقات الفراغ وقبل النوم من اجل المتعة واطالتها اساسا.

اما الحالة الاولى فهي دليل اضطراب انفعالي يتخذ طابع الحرمان العاطفي حتى بوجود الوالدين الطفل من هؤلاء يشكو عادة من تجاهل الاهل له او هو يشكو من برودهم العاطفي حيث يقتصرون فب الاغلب على تقديم للطفل الرعاية المادية له وقد يشكو من غياب الوالدين المتكرر او يكون جو الاسرة مشحون بالتوتر الذي يفقده الامان.

يحتاج هذا الطفل الى تدخل ارشادي من الاخصائي النفسي مع الاهل لتحسين جو الاسرة وتجنيبه التوترات والشحن النفسي الذي يشعره بانعدام الطمأنينة ، كما يحتاج الى تغيير الاهل لعلاقاتهم معه لجهة بذل جرعات كبيرة من الحب والحنان ومظاهر الرعاية والاهتمام والتشجيع والشعور بأهميته ومكانته عند الوالدين والعمل على استعادته لثقته بنفسه.

 

 

من بين الانفعالات التي يعيشها الانسان في حياته يعتبر الخوف واحدا من أكثرها شيوعا وتثيره مواقف عديدة لا حصر لها والتي تتباين تبيانا كبيرا في حياة مختلف الأفراد كما تتنوع شدته من مجرد الحذر الى الهلع والرعب ويعتبر الخوف احدى القوى التي قد تعمل على البناء أو على الهدم في تكوين الشخصية ونموها.

الخوف هو رد فعل حيوي طبيعي عند كل الكائنات الحية وله وظيفة دفاعية هامة لتجنب الخطر أو التهديد بالأذى وقد ينشأ الخوف عادة نتيجة لعملية ادراكية محددة أمام خطر معين أو تهديد فإذا أحس الشخص أن هذا التهديد أو الخطر أكبر من قدرته على مواجهته والتعامل معه فسيشعر بالخوف هناك مخاوف فطرية من الأصوات المرتفعة الفجائية أو من توجه شيء كبير بسرعة تجاهنا (مثل سيارة مسرعة…) أو من السقوط وفقدان التوازن وتندرج موضوعات الخوف هذه ضمن ثلاث فئات وهي: –

الجراح والأسلحة البيضاء أو الحربية والاختطاف والعمليات الجراحية الحوادث الطبيعية كالعواصف والظلام والرعد التوتر النفسي مثل النزاعات في الاسرة والخوف من المناسبات الاجتماعية والمدرسة والامتحات وتتفاوت حالات الخوف وموضوعاته مع السن حيث تشيع العديد من المخاوف ما بين سن الثانية والرابعة (حيوانات وظلام وعواصف والغرباء) وتقل تدريجيا بعد الخامسة حيث تختفي عادة في سن التاسعة وتسيطر ما بين الرابعة والسادسة حالات الخوف المتخيل من الاشباح والوحوش واللصوص وتختفي عادة في سن العاشرة.

أسباب الخوف المعيق لنمو الطفل عديدة من أبرزها: –

– التعرض لصدمات أو حالات أذى فعلي أدت إلى ألم جسدي وخوف على السلامة الذاتية وتحدث نتيجة لتدخل جراحي أو لحادث حريق أو غرق أو إصابة جسمية أو التعرض للضرب والعنف من قبل الكبار.

– الخوف المتعلم من خلال المحاكاة والنمذجة مع الأشخاص المرجعيين فالأم مفرطة القلق والتوجس أو التي تخاف من بعض الأشياء أو الظواهر سوف تنقل خوفها الى طفلها بطريقة غير مباشرة.

– الخوف من النوايا الذاتية: كل الأطفال يشعرون بالغضب أو الغيرة أو الأحباط أو العدوان ولكن عندما يتعلم الطفل أن هذه المشاعر غير مسموحة من قبل الوالدين وأنها ستجلب العقاب فإنه يتعلم أن يخاف من نوازعه العدوانية هذه وقد تظهر عليه حالات خوف.

– الخوف بقصد الابتزاز أو التهرب من الواجبات: وهي ظاهرة معروفه وتتكرر عند بعض الأطفال يدعي الطفل مثلا أنه يخاف الظلام كي يجبر أمه أو أخته كي ترافقه الى دورة المياه.

– الاستجابة للجو العائلي: هناك العديد من العوامل في الاسرة تغرس الخوف عند الطفل وتفقده الإحساس بالقفة بنفسه بكثرة التوبيخ والنقد.

هناك العديد من أساليب الوقاية والعلاج من حالات الخوف التي تصبح أسلوبا معتادا من الطفل لمواجهة مختلف أشكال التهديدات.

– تنمية قدرة الطفل على التعامل مع البيئة وذلك من خلال تشجيعه منذ البداية على المواجهة والتجريب من خلال الممارسة وروح الاستكشاف.

– إحاطة الطفل بجو آمن ومتفهم وغرس القناعة لديه بأنه محمي من قبل الأهل وحضورهم أو إمكانية تدخلهم فذلك ما يبث الثقة بنفسه وبقدراته مما يساعده على الانفتاح.

– على الأهل تجنب الافراط في التوبيخ والادانة والملامة في تعاملهم مع سلوكيات طفلهم

– تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره بتلقائية من موقع تفهم الأهل لهذه المشاعر ومناقشتها معه وكذلك لا بد للأهل من التعبير الهادئ عن مشاعرهم.

– مكافأة الشجاعة والإقدام وهي آلية معروفه ويجب أن تطبق بالتدريج ويكافأ الطفل على كل خطوة يخطوها وكل نتيجة ولو كانت صغيرة يحققها على طريق تغلبه على خوفه.

– الغمر: يتبع بعض الأهل والمدربين أحيانا أسلوب الغمر فالطفل الذي يخشى النزول الى الماء مثلاً يحمله الراشد او المدرب ويقفز معه الى الماء ومع التكرار والتشجيع والاشادة يتخلص الطفل من خوفة.

 

ابدأ في كتابة لمعرفة المنتجات التي كنت تبحث عن.
متجر