يُلاحظ في كثيرٍ من الأبناءِ أنهم يُعانون من الخوف، ويَتعرَّضون للعقاب القاسي، والإذْلالِ المفرط، والمقارنةِ بينهم وبين من هو أفضلُ منهم في نَظر الأهل، وكلُّ هذه العواملِ تُؤثرُ على شخصيَّةِ الأطفالِ سلْبا، وتَجعلُهم مَسْلُوبِي الشخصية؛ لذلك سنُطلِعُكم في هذا المحور، على كيْفيةِ جعلِ أطفالِكم أقوياءَ الشخصية، عبرَ الخطواتِ التالية:
- قَوُّوا إيمانَهم بالله تعالى:
من المهم جِدًّا تَنميةُ الجَوانِبِ الإيمانيةِ لدى الأطفال، وتَحدِيثُهم عن الله تعالى، وغرْسُ المعانِي الإيمانيةِ في قُلوبِهم؛ حَدِّثْهم عن رحمةِ اللهِ تعالى وفَضْله، وأنَّه خَلَقنا ومَنَّ عليْنا بالوُجود، وأنَّه هو الذي يُديرُ الكونَ ويُدبِّرُ شُؤونَه، وأنه يَسْمعُنا ويَرانا، ويَعلمُ ما نُفكِّرُ فيه وما يَدورُ في خُلْدِنا، وأنَّ الغايَةَ من وُجودِنا هي أن نَعبُدَه سُبحانَه، ونَعملَ الخيرَ لِنَنالَ رِضاهُ ونَدخُلَ الجنَّة.
- اغْرِسْ قيمةَ الاطمئنان في أطفالِك:
عليك أن تَهتمَّ بمشاعرِ أطفالِك، وتُشعرَهم بالاطمئنان الداخلي، وتبتعدَ كلَّ البعدِ عن العقابِ القاسي الذي يُؤثِّرُ على شخصيتِهم، ويُشعِرُهم بخوْفٍ شديد، ويَسلُبُهم الشعورَ بالاطمئنان؛ فكُلَّمَا شعرَ الأطفالُ بالخوف، كلَّما قلَّتْ ثِقتُهم بأنفُسِهم؛ لأنَّ الخوفَ الزائدَ والدائِمَ من الأبويْن، سَيجعلُ ثقةَ الطِّفلِ بنفسِه مُنعدِمَة.
- لا تُعامِلْ أبناءَك كقاض:
أيها الأبُ الطيب، لا تُعاملْ أبناءَك كأنَّك قاضٍ تَحلُّ النزاعات، وتُصدرُ الأحكامَ على المتهمين، ولا تَدخُل البيتَ وكأنَّك تَدْخلُ قاعةَ المحكمة، لا أيها الأب، عليك أن تغرسَ في أبنائِك قيمةَ الاطمئنانِ من خلالِ بَثِّ مشاعرِ الأُلْفةِ والمحبَّةِ والودِّ في أرْجاءِ البيت، وتَغافَلْ عن بعضِ الهَفواتِ التي تَصدُرُ عن أنبائِك، ولا تُحاسبْهم على كلِّ صغيرةٍ وكبيرة.
- نَمِّ قيمةَ الاعتذارِ في أبنائِك:
من بين القيمِ التي تُقوِّي شخصيةَ الأبناء، قيمةُ الاعتذار؛ علينا أن نُعلِّمَ أبناءَنا الاعتذارَ إذا أخطأوا؛ لأنهم بذلك يَعترفُون بأخطائِهم، والاعترافُ بالخَطأِ فضيلة، والاعتذارُ عنه فضيلةٌ أخرى، وكِلاهُما فَضيلَتانِ تُعزِّزانِ روابِطَ الألفَةِ والمحبَّةِ بين البشر.
وأنت بدوْرِكَ أيها الأب أو الأم، اعتذرْ لأبنائِك إذا أخطأت؛ فكلَّما اعتذرَ الأبوانِ لأبنائِهم، كلَّما شَعَرَ الأبناءُ بأهميَّتِهم داخلَ الأسرة، وهذا يُقوِّي ثقتَهم بأنفسِهم، ويَجعَلُهم مُطمئِنِّين داخِليًّا.
- عوِّدْ أطفالَك على الحديثِ أمامَ الآخرين:
درِّبْ أطفالَك على الحديث أمام الأخرين، وأتح لهم فرصة المشاركة في بعض الحوارات وفق ما تراه مناسبا، وإذا واجهَتْهم صعوباتٌ في التحدث أولَّ مرة، فاجْعَلْهم يتحدثون أمامَ المرآةِ بشكلٍ يومي، الأمرُ الذي سيُكسِبُهم ثقةً بأنفُسِهم، ويُمكِّنُهم من الحدثِ أمامَ الآخرين بكلِّ ارْتِياح.
- خَلِّصْهم منَ الخوْفِ الذي يُضعِفُهم:
إنَّ أكبرَ عاملٍ في ضَعفِ شخصيةِ الأطفالِ وقلةِ ثِقتِهم بأنفُسِهم هو الخوف؛ فبسببِ خوْفِهم من العقابِ أو خوفِهم من الانْتِقاد، يَنكمِشُ الأطفالُ على أنْفسِهم، ويَفقِدون ثِقتَهم في قُدراتِهم، ويَجْتنبُون التَّحدُّثَ أمامَ الآخرين، والمشاركةَ في الأنشِطةِ التي يُمكنُها أن تُطوِّرَ قدراتِهم، فعلى الآباءِ الابتعادُ عن مَنْطقِ التَّخويفِ في تَربِيَّتِهم لأبنائِهم، وتَحسِيسِهم بالأمانِ والمودَّة، ليسْترْجِعوا ثِقتَهم بأنفُسِهم، وتُصبِحَ شخصيَّتُهم قويَّةً وناجِحة.