يَتّصفُ بعض الرِّجال بالعصبيّةِ والانفعالِ وسرعةِ الغضب، مما يَجعلُ من الصعب التعاملَ معهم في كثيرٍ من الأحيان، وتجنبَ إثارةِ غضبِهم، وتلافِي العنفِ النّاتجِ عن ذلك، وإذا كان زوجُك من هذا النوع، فإنني سأقدم لكِ الآن استراتيجيةً تساعدُك على التعاملِ مع زوجِك العصبيِّ بشكلٍ صحيح، وذلك من خلال معرفةِ أسبابِ هذا الانفعال، وكيفيةِ تهدئَتِه.
وقبل الدخول في صُلْبِ موضوعِنا، لا بد من التأكيدِ على أن سلامةَ الزوجة، وممارسةَ أيِّ عُنْفٍ جسدي عليها، يُعتبرُ خطًّا أحمر، مهما كانت حالةُ الزوجِ العصبيةُ والانفعالية.
أولا: أسبابُ فقدانِ الزوجِ أعصابَه:
ترجع أسباب الغضب عند الزوج إلى عوامل متعددة، من أبرزها:
- الاختلاف في وجهات النظر والآراء والاختيارات بين الرجل والمرأة؛ حيث أن هذه الاختلافات تكون أحيانا مسببا للغضب، وخاصة عندما تحاولين جعله يفكر وفق نمط تفكيرك، ويتفق معك في آرائك واختياراتك، فهذا الأمر يزعج الزوج ويثير غضبه.
- ومن أسباب انفعال الزوج وفقدانه لأعصابه، محاولتُك التحكم فيه، وفرض سيطرتك عليه وعلى قراراته المتعلقة بالبيت والأسرة، وهذا الأمر يزعج الرجل، لكونه يعتبر نفسه مُعيلَ الأسرةِ والقائمَ بشؤونها والمسؤول عنها، فإذا أحسَّ بأنك تحاولين سحبَ هذه المسؤولية منه، فإن ذلك سيزعجه ويثير غضبه.
- محاولةُ فرضِ السيطرةِ غيرِ المباشرةِ على الزوج، من خلال تتبعكِ لكلِّ شؤونِه ومعرفةِ كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ عنه، وإزعاجِه بكثرةِ الأسئلةِ، مثل: أين كنت؟ مع من كنت؟ ماذا فعلت؟ ماذا أكلت؟ إلى درجةٍ تُشعرُ الزوجَ بأنكِ تريدين فرض السيطرة عليه والتحكمَ في حياتِه، فتجعلينَه يشتعل غضبًا من غيرِ أن تَنتبِهي.
- الغضب والانفعال بسبب مشاكل العمل، وسوء تصرف الزبناء، أو قرار الإدارة، أو أوضاع السوق والخسائر، فيدخل الزوجُ البيتَ وهو منفعلٌ فاقدٌ لأعصابه، يَنتظرُ أدنى سببٍ للتَّنفيس عن غضبه، والانفجارِ بالصراخ في وجهِ زوجتِه بمجرَّدِ أن تطرحَ عليه سؤالا أو تطلبَ منه خدمةً، فمِنَ الأفضلِ ألا تُزعجِيه في مثلِ هذه الظروف.
ثانيا: كيف تَتعاملينَ مع زوجِك العصبِيِّ؟
سننتقل الآن للحديث عن كيفية التعامل مع الزوج العصبي، وقبل ذلك نلفت انتباهكِ إلى أول مبدأٍ في التعامل مع الزوج العصبي، هو اجتناب الأسباب التي تؤدي إلى إثارة غضبه وانفعاله، ونضيف إلى ذلك مجموعةً من النقاط المهمة، منها:
- عند وقوعِ خلافٍ بينكما، حاولي أن تتحكمي في غضبكِ وانفعالاتك، وتجنبي الدخول في نقاشٍ وجدالٍ مع الزوج؛ فقد يُؤدي ذلك إلى خروجِه من البيت لفترةٍ طويلة، أو يَصل به الحال إلى الاعتداء عليك بالضرب، وهنا نكون أمام مشكلةِ عنفٍ أسري. فالمطلوب منكِ إذًا، ألَّا تدخلي في حوارٍ مع زوجِك إلا بعد أن تهدأَ الأجواء.
- لا تفكري في الانسحابِ والهروبِ من مواجهةِ حقيقةِ أن زوجَك عصبي، بل المطلوبُ منكِ هو أن تتراجعي قليلا إلى أن تهدأَ موجة غضبِه، وفي هذه الحالة تعاملي معه بلطف، اجلسي بجوارِه، وحدثيه بكلمات معبرة، مليئةٍ بمشاعر المودة والثناء والتقدير، وأعْرِبِي له عن رغبتك في تقديم أي مساعدة له لإنجاح علاقتكما، وتجاوز المشاكل التي تعترض طريقكما، هَوِّنِي من قدر المشكل في نظره، وأشعريه بالاطمئْنان، وأخبريه بأنك تثقين فيه، وأنه قادرٌ بإذن الله على رعايةِ أسرته بنجاح.
- في حالة ما لم تنجحْ أيٌّ من هذه الطرق والمحاولات، لا تتردَّدِي في الاتصال بأخصائي أو مركز استشارات أسرية، للمشورة وتقديم الحلول الأنسب بناءً على حالتكم الخاصة؛ سواءٌ كنتِ زوجةً تبحثين عن طريقة للتعامل مع زوجك العصبي، أو زوجًا يُريد التحكمَ في انفعالاته، وتقليلَ غضبِه، وأبواب مركز زُلْفى مفتوحةٌ أمامكم لتقديم المشورة والنصيحة، ومساعدتِكم على تحقيق الاستقرار والسعادة الزوجية، وإذا تعذر عليكم الحضورُ إلى المركز، فبإمكانِكم الاتصالُ بالمركزِ عبر الهاتف أو غيرِها من وسائل الاتصالِ المتاحة.