يعد اللعب من وسائل تربية التفكير عند الأطفال ، ولا يقتصر أثره على الجانب النفسي والحركي ، وإنما يتعداه إلى سائر النواحي الأخرى المكونة لشخصيته ، وهي المعرفية والعاطفية والاجتماعية. ويسهم اللعب بصورة فاعلة في تنمية الجانب العقلي للطفل ، فتنمو قدرته على الكلام الذي يتعلمه من والديه ومن أقرانه ، حيث تصبح حصيلته اللغوية كثيرة.
فاللعب يعتبر أيضا من الأنشطة التي تؤدي أهدافا تشخيصية وعلاجية، وذلك من خلال ما يتصف به من قدرة على خلق تواصل بين الطفل ومحيطه المادي والاجتماعي، إلى جانب إتاحة الفرصة أمامه لاكتساب خبرات، ومهارات جديدة من خلال عمليات الاكتشاف، والاستطلاع والتخيل، وحل المشكلات، كما ويسهم في إعادة تشكيل الخبرات والتجارب الانفعالية، وتنمية قدراته ، وتأكيد، وتحقيق ذاته بصورة معتدلة.
كما تعلمون بان كثير من الآباء يقدمون كل شيء ما يحتاجه أبنائهم ، إلا اللعب فهم يطعموهم ويلبسوهم ويقدمون لهم جميع جوانب الرعاية الاجتماعية والصحية ، إلا أنهم لا يجدون وقتا ولو دقائق للحديث أو اللعب معهم.
ويعود ذلك لأسباب كثيرة منها: أن هناك فكرة شائعة في المجتمع أن اللعب ليس بالشيء الهام وأنه مضيعة للوقت والحقيقة تعكس هذا الاعتقاد الخاطئ فاللعب الجيد شيء أساسي لتطور الأولاد وصحتهم الجسدية والنفسية والعاطفية.
إن من الأمور الهامة لإقامة علاقة قوية بين الآباء وأولادهم أن يقضوا معا وقتا مسليا ومريحا ومن خلال اللعب يمكنهم أيضا أن يحسنوا نوعية الحوار والتواصل بينهم.
إن من فوائد اللعب مع الأبناء هو:
– النمو الجسدي: فاللعب يشجع على النمو الجسدي للطفل من خلال تنمية وتوجيه الحركات العضلية ،ومهما كانت الالعاب كاللعب بالمكعبات أو تركيب الصور وغير من الالعاب فكلها تساعد الطفل على استعمال أجزاء جسده المختلفة.
– التعلم: عندما يلعب الطفل فإنه لا يلعب فقط وإنما في الحقيقة يتعلم ، فاللعب يفتح للطفل فرصا واسعه للتعلم ويكتشف الكثير من المهارات في جو من المرح والمتعة وكل ذلك يبني ويعزز ثقته بنفسه ، كما أنه ينمي قدرات الطفل الخيالية والابداعية.
– النمو العاطفي والنفسي: يستطيع الطفل من خلال اللعب والتخيل أن يعبر عن الكثير من عواطفه ومشاعرة ، فهو قد يلعب دور عدة أشخاص وعدة مواقف تختلف عن البيئة التي يعيش فيها مما يفتح له مجالا واسعا للتعرف على عواطف كثيرة ومتنوعه ومنها اتخاذ القرارات الهامة في حياته.
– النمو الاجتماعي: يساعد اللعب الجيد الطفل كثيرا على حسن علاقته بالآخرين أطفالا وراشدين ، فيتعلم الطفل باللعب الكثير من المهارات الاجتماعية التي تمكنه من اقامة علاقات اجتماعية مع جميع الناس ومشاركته للأنشطة الاجتماعية ، ومن هذه المهارات هي القدرة على الحوار والتشاور مع الآخرين وحل اختلاف وجهات النظر وأيضا بإمكانه أن يتعرف على هويته وتطويرها.
هناك أيضا فوائد متعددة للآباء من خلال اللعب مع أبنائهم
– إن لعب الآباء مع أبنائهم له فوائد استرخائية كبيرة ، ويبعد الآباء عن الضغوطات النفسية والتوتر والقلق ويا لها من متعه لمن يعرفها ويعرف كيف يستفيد منها.
– اللعب يقوي العلاقة بين الآباء وأبنائهم ويقربهم الى بعض ، وهنا يمكن أثناء اللعب وخاصة مع الأولاد الأكبر أن يبوح الأولاد لآبائهم عما في نفسهم من قلق وتخوف أو شيء يزعجهم.
– اللعب يساعد الطفل على تقبل سلطة الوالدين ، فعندما يلاحظ الطفل كيف يسمح له والداه أن يقود اللعبة فإنه يشعر بالأمان والاطمئنان مما يسهل عليه أن يترك لوالديه فرصه تأديبه وتوجيه سلوكه في الحياة.
أنواع الالعاب التي يحتاجها الأبناء:
إن أفضل الألعاب هي التي تنبه الطفل وتزيد من قدراته وتخيلاته الابداعية ، وليس بالضرورة الالعاب باهضه الثمن كما يعتقد البعض من الاباء ، فعلبة كرتون فارغة يحولها الطفل الى سيارة أو طيارة أو قلعة خاصة قد تكون أكثر فائدة من لعبه الكترونية ذكية باهضه الثمن ، إن أفضل اللعب للطفل هو الذي يتيح له فرصة للنشاط والإبداع ، وليست الألعاب السلبية كالألعاب الالكترونية والاجهزة الذكية أو مشاهد التلفاز.