ZULFA | زلفي

السُّلوكُ العدوانيُّ عندَ الأطفال

مركز زلفى – سلطنة عمان 

يُلاحِظُ بعضُ الآباءِ أن أبناءَهم يَتصرَّفون بعُدْوانِيَّةٍ وقَسْوةٍ مع أَشِقَّائِهم وأصدقائِهم، أو حتى مع الأشياءِ المحيطةِ بهم، الأمرُ الذي يُثيرُ قلقَ الآباء، ويَدفَعُهم إلى التَّساؤُلِ عن سَببِ هذه العُدوانِيةِ وكيْفِيَّةِ علاجِها، وذلك ما سَنُحدِّثُكم عنه في هذا المقال، لنُبيِّنَ لكم أنواعَ السلوكِ العُدوانِيِّ وأسْبابِه، ثم كَيفِيَّةَ الوِقايةِ منه أو عِلاجِه.

أولا: أنواعُ السُّلوكِ العُدْوانِي:

علينا أن نُفرِّقَ بين نوعَيْنِ من السُّلوكِ العدْواني؛ أحدُهما يَكونُ ردَّةَ فعلٍ عابِرَة، والآخرُ يكونُ حالةً مرَضيَّة. فالسُّلوكُ العُدوانِيُّ الذي يَكونُ مُجرَّدَ رَدَّةِ فعْل، بسبَبِ تَهديدٍ أو اعْتداءٍ يَتعرَّضُ له الطفل، لا يُمكنُ اعتبارُه أمرًا مُقْلقًا، بل هو إيجابِيٌّ إلى حدٍّ ما، مما يَعنِي أنَّ الطفلَ يُحاوِلُ حمايَةَ نفْسِه والدِّفاعَ عن أشْيائِه، سواءٌ كانت ألْعابًا أو ثِيابًا أو ما شابَه، وكلُّ ما يَنبَغي علينا في مثلِ هذه الحالات، هو مُراقَبةُ الأطفال، واجتِنابُ تَطوُّرِ ردَّةِ الفعْلِ الغاضِبةِ إلى سُلوكٍ مُؤْذٍ للطَّرفِ الثاني.

أما الذي يَعنِينَا في هذا الصَّدَد، فهو السلوكُ العُدوانِيُّ المرَضِيُّ؛ حيثُ نجدُ بعضَ الأطفالِ يَميلونَ إلى العدْوانِيَّةِ في سلوكِهم وتَصرُّفاتِهم من دونِ أيِّ سبَب، وقد يُمارِسونَ هذه العُدوانِيةَ على الأشْخاصِ أو الحَيوانات، أو الأشْياءِ المحِيطَةِ بِهم، بل وحتى معَ ألْعابِهم وأغْراضِهم الخاصَّة، فما هيَ أسبابُ هذه العُدْوانيَّةِ المرَضِيَّة؟

ثانيا: أسبابُ السُّلوكِ العُدْواني:

الأصلُ في الأطفالِ أنهم وَدُودُون وطيِّبُون، يَميلُونَ إلى التَّسامُحِ والرَّحمَة، ويَخافُون من الظُّلمِ والاعْتِداء، ولكنَّ بعضَ المؤُثِّراتِ الاجْتماعِيةِ والنَّفسيَّة، هي التي تُوَلِّدُ هذا السُّلوكَ العدْوانيَّ لدى كثيرٍ من الأبْناء، ومن أهمِّ هذه العَوامِلِ المؤدِّيَّةِ إلى العُدوانِيَّةِ نَذْكرُ ما يلي:

  • الشُّعورُ بالإِحْباطِ والفَشَل:

إنَّ الفَشلَ وما يُصاحِبُه مِن شُعورٍ بالإِحْباطِ والهَزيمَة، قد يَجْعلُ الطِّفلَ ناقِمًا على نَفسِه وعلى العالِمِ من حَوْلِه، وحاقِدًا حتى على والِديْه وأقْرَبِ الناسِ إليه، وخاصةً إن كان يَتلقَّى منه تأنِيبًا وتَوْبِيخًا على فَشَلِه ورُسُوبِه، وهُنا يَتفَجَّرُ ذلك الحِقْدُ والسَّخَطُ على شَكلِ غَضبٍ ورَغْبَةٍ في الضَّربِ والتَّحطِيم، من أجْلِ التَّنفِيسِ عن مَشاعِرِ الحِقْدِ والإحْباط.

  • الحُصُولُ على الاهْتِمام:

كما قد تَكونُ قِلَّةُ الاهتِمامِ والتَّقدِير، سببًا من أسْبابِ هذا السُّلوكِ العدْوانِي؛ حيث يَجِدُ الطِّفلُ نفْسَه في وَسَطِ عائِلةٍ لا تَهتَمُّ به ولا تَشعُرُ بوُجُودِه إلا في حالةِ الصُّراخِ والتَّصرُّفِ بعُدْوانِيَّة، ويُحسُّ بأنَّه مَرفُوضٌ اجتِماعِيًّا، وخاصَةً إنْ كان يَتِمُّ إقْصاؤُه في البيْت والمدْرَسَة، وتَفْضِيلِ غيرِه من زُملائِه أو إخْوَتِه عليه، فَغايَةُ الطفلِ في هذه الحالَةِ هي لَفْتُ أنْظارِ والديْه ومُدَرِّسِيه إليه، وإِثْباتُ وجودِه لهم، والاسْتِحْواذِ على اهتِمامِهم لِلَحظات، حتى وإن كان ذلك الاهْتِمامُ الذي يَحصُلُ عليه عِبارةً عن ضرْبٍ وصُراخٍ وتَوَعُّد.

  • التَّقلِيدُ والمحَاكَاة:

إنَّ جزْءًا كبيرًا من شخْصِيَّةِ الطفلِ يَتكوَّنُ عبرَ تقليدِ والديْه وعائلَتِه المقرَّبَة، ومُحاكاةِ ما يَراهُ على وَسائِلِ الإعلامِ وشَبكاتِ التَّواصُلِ والألعابِ الإِلِكتُرونِيَّة، فالكثيرُ من الآباءِ يَتصرَّفُون بِنوْعٍ من العُدوانِية، ويَسلُكونَ سَبِيلِ العُنْفِ والصُّراخِ في العَديدِ من المواقِف، كما أنَّ مُعظَمَ ما يَرُوجُ على مِنصَّاتِ التَّواصلِ وَوَسائِلِ الإعْلام، يُقدِّمُ مُحتَوًى عَنيفًا ومُؤلما، أمَّا الألْعابُ الإِلِكتُرونِيةُ فإنَّ أغْلَبَها يَعتَمدُ على العُنْفِ والأسْلِحَةِ والقِتال، ويُشجِّعُ على التَّحْطيمِ وانْعدامِ الرَّحمَة، ويُصوِّرُ عالما لا يَفُوزُ فيه إلا مَنْطِقُ العُنْفِ ومَبْدأُ القوَّة، وفي ظِلِّ ذلك كلِّه تَتكوَّنُ لدى الأطْفالِ نَزعةٌ عُدْوانِيَّةٌ تَنْمُو بِمُرورِ الوقْت.

  • تَعْزيزُ السُّلوكِ العُدْوانِي:

تَعملُ بعضُ الأسرِ على تَعْزيزِ السُّلوكِ العُدْوانيِّ عند أطْفالِها بِوَعْيٍ أو بِدُونِ وَعْي، وذلك من خِلالِ حَثِّ الطفلِ على الانْتقامِ مِمَّن ظَلَمَه، وانْتِزاعِ حَقِّه مِنَ الغيْرِ بالعُنْفِ والقَوَّة، وتَغْيِيبِ مبْدَأِ الرَّحْمةِ والتَّسامُح، ورَبْطِ القَسوَةِ بقِيمةِ الشَّجاعَة، ومِن جانِبٍ آخَر، فإنَّ عدَمَ التَّواصُلِ مع الأبْناء، وحِرْمانَهم مِن فُرْصةٍ للتَّعبِيرِ عن مَشاعِرِهم وأَحاسِيسِهم، قد يَدْفَعُهم إلى الانْزِواءِ والانْطِواءِ على الذَّات، ولا يَجدُونَ لُغةً يُعبِّرون بها عن ذاتِهم غيرَ العُنْفِ والصَّراخِ والتَّحْطِيم، وبمثلِ هذه التَّصرُّفاتِ، تَعمَلُ الأسْرَةُ على تَعزيزِ وتَرْسيخِ السُّلوكِ العُدْوانِيِّ عندَ الأبْناء.

ثالثا: الوِقايَةُ من العُدْوانِيَّةِ عِندَ الأطفالِ وعِلاجُها:

                بعدَ مَعْرِفَتِنا لأهمِّ مُسبِّباتِ السُّلوكِ العُدوانِيِّ لدَى الأطفالِ ودَوافِعِه، نَنْتقِلُ بكم الآن إلى بَيانِ سُبُلِ الوِقايَةِ من هذا السُّلوك، مع مُحاوَلَةِ تَلمُّسِ بعضِ الطُّرُقِ المفيدَةِ في عِلاجِها، وهي في عُمومِها تَدُورُ حوْلَ تَفادِي تِلْكَ العَوامِلِ المسبِّبةِ للْعُدْوانِيَّة، ولكنَّنا نُفصِّلُ فيها القَوْلَ على الشَّكلِ التالي:

  • لا تَكُنْ عُدوانِيًّا حتى لا يكونَ أطْفالُك عُدْوانِيِّين؛ لقد تَحدَّثْنا عن أنَّ الأطفالَ يَكتَسِبُون كثيرًا من صِفاتِهم عن طريقِ تَقليدِ آبائِهم، فاجْتَنِب الصُّراخَ أمامَ أطْفالِك، وإظْهارَ غَضَبِك حالةَ وُجُودِهم، وأَبْرِزْ لهم جَوانِبَ الرَّحمَةِ والحِلْمِ في سُلوكِك، وعلِّمْهم أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَقول: “ما كانَ الرِّفْقُ في شيْءٍ إلَّا زَانَه (أيْ جَعلَه جميلا) وما نُزِعَ من شيْءٍ إلَّا شَانَه (أي جَعَلَه قَبِيحا)”.
  • التَّحْفيزُ والمكافأَةُ بَدَلَ الضَّرْبِ والتَّعنِيف؛ لأن دافِعَ الحُصولِ على المكافأةِ، ولَذَّةَ سماعِ ثَناءِ الوالدَيْن، أقْوَى من دافِعِ الخَوْفِ من الضَّرْبِ والعِقاب، الذي يُعْطِي في الغالِبِ نَتائِجَ عَكْسيَّة، ويَجعَلُ الطفلَ يَميلُ بدَوْرِه إلى العُنْفِ والصُّراخِ كُلَّما فَشِلَ في الحُصولِ على ما يَرْغَبُ به، فلْيَحْرِص الآباءُ على دَفْعِ أبْنائِهم نَحْوَ السُّلوكِ الإيجابيِّ عن طَريقِ تَحفِيزِهم وتَشْجيعِهم بالمكافآت.
  • غَرْسُ هِواياتٍ بَديلَة؛ فقد اكتَشَفَ الخُبراءُ بأنَّ أنْجَعَ وَسِيلَةٍ للتَّخلُّصِ منَ السُّلوكِياتِ السلبية، هي زَرْعُ عاداتٍ وسُلوكِياتٍ أخُرى بَدِيلة، فإن كانَ طِفْلُك يُعانِي من العُدوانِيَّةِ والعُنْفِ في تَصرُفاتِه، فَحاوِلْ تَعلِيمَهُ عاداتٍ وهِواياتٍ يُفرِّغُ فيها طاقَتَه السَّلبيَّة، ويَتخلَّصُ بواسِطَتِها من العُدوانِيَّة، ويَنبَغِي أن يَكونَ هذا المبدْأُ في العِلاجِ مَصْحوبًا بمسألةٍ في غايَةِ الأهمِّيَّة، وهي عَدَمُ التَّركيزِ على السُّلوك العُدواني؛ فلا تَجْعلْ هَدَفَك أو هَدَفَ طِفلك هو التَّخلُّصَ من السُّلوكِ العُدْواني، بل اصْرِفْ انتِباهَه عن ذلك، واجْعَلْ هَدَفَه إتْقانَ رِياضةٍ مُعيَّنة، أو تَعلُّمَ لُغةٍ جديدة.
  • الحِوارُ الأسَريُّ البَناءُ والمناقَشاتُ الهادِئة؛ فقد يَكونُ الحديثُ مع الأبناء، وإشْراكُهم في المناقَشاتِ الأسريَّة، وإِتاحَةَ الفرْصَةِ لهم للتَّعبِيرِ عن آرائِهم وذَواتِهم، واحِدًا من أفْضلِ الطُّرُقِ لتَفادِي العُدوانِيَّةِ عند الأطفال؛ لكونه يُحققُ الكثيرَ من الغاياتِ والأهْداف؛ فهو يُشْعرُهم بالأهَمِّيَّةِ وتَقْديرِ الذَّات، كما أنَّه يُساعِدُ على اكْتِشافِ التَّصوُّراتِ الخاطِئةَ لديْهم، وتَصحِيحِها عن طريقِ الحِوارِ والإقْناع، بالإضافةِ إلى كوْنِه يُكسِبُهم الذَّكاءَ العاطِفيَّ والاجتماعي، الذي يُمكِّنُهم من إدارةِ المشاعِرِ والتَّحكُّمِ في العَواطِف، ويُسهِّلُ عليهم إقامَةَ علاقاتٍ ناجِحةٍ مع الآخرين.

وبِمثْلِ هذه الخُطواتِ التَّربَويَّة، يُمكِنُنا تَجنُّبُ وقُوعِ أطْفالِنا في مُستَنْقَعِ العُدوانِيَّة، وإِخْراجِهم منها حالَ وُقُوعِهم فيها، كما أنَّها سَتُكْسِبُهم مَهاراتٍ تُساعِدُهم على الَّنجاحِ في حَياِتهم الشَّخصيَّةِ والاجتِماعيَّة، وتُمكِّنُنا من بِناءِ أسْرةٍ مُتماسِكَة، ومُجْتَمعٍ مُتراحِم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

On Key

Related Posts

ظاهرة السرقة عند الاطفال هي سلوك شائع جدا عند الأطفال و أحدى العادات السلوكية السيئة المكتسبة  ، والتي لا تقل خطراً عن الكذب  ، فدائما السرقة في السن الأصغر تقتصر على الوسط العائلي أو المدرسي ، أما في سن المراهقة فتكون في المجتمع الأكبر (السرقة من المحلات والسوبرماركت وسرقة البيوت….الخ)

يكتسب الأطفال هذا السلوك من المحيط الذي يعيشون فيه عن طريق التقليد فهي ليست حتمية وبالتالي يمكن تجنبها إذا نجحنا في تربية أطفالنا تربية صالحة وحذرناهم من عواقب هذا السلوك الذي لا يجلب لهم إلا الشر والأذى.

تعرف السرقة بأنها اختلاس شيء أم متاع أو مال يملكه شخص آخر  بدون علمه (خفيه عنه) وبدون موافقته ، كذلك الحيلة والخداع تعتبر من السرقة كمثل ان طفل يريد أن يستعير لعبة مع نيته عدم إرجاعها الى صاحبها، إن صغار الاطفال عادة لا يميزوا بين حدود الملكية والحقوق ،ولذلك قد يقدمون على السرقة.

تتنوع حالات السرقة كما تتنوع أسبابها ومن خلال مقالنا عبر “أثير” سنوضح بعض الأسباب التي تساعد الأبوين بداية في الوقاية وعلاج سلوك السرقة عند أطفالهم.

السرقة الناتجة عن الحرمان من حاجة مادية: مثال الطفل الذي يسرق كي يأكل ويسد جوعه نتيجة اهمال الاسرة لإشباع حاجاته الاساسية ، أو يكون هاربا من البيت بسبب العنف.

– السرقة بالصدفة أو العابرة: وهي عادة ما يكونوا الأطفال في مكان معين فتكون هناك أشياء مغرية تغريهم للحصول عليها وينتج عنه بعض من التحدي والمخاطرة بينهم فيجرؤا على السرقة.

– تدني التربية الاخلاقية في الأسرة مع تدني الرعاية والحماية: كمثل اقدام الاب او الاخوة على السرقة ويرجع ايضا تساهل الاسرة لهذا السلوك وعدم محاسبة الطفل الجانح لأنها لا توفر له الرعاية في الاصل.

– السرقة بسبب الاساءة النفسية: وهنا يقوم الطفل بالسرقة بسبب الانتقام من الاخ أو الاخت يحظى بالاهتمام الزائد من الوالدين أو أحدهما على حساب حقه هو ، وقد يسرق أيضا تعويضا عن حرمان عاطفي.

– السرقة بسبب الشعبية أو الشهرة: وهنا يقوم الطفل بسرقة أغراض من المنزل ويقوم بتوزيعها على رفاقه في المدرسة كمثل الفتاة تسرق بعض الحلي الصغيرة (خواتم – أقراط أذن)

الوقاية والعلاج،،، تتعد طرق الوقاية من سلوك السرقة وعلاجه ، وتتلاقى في معظمها مع وقاية وعلاج المشكلات السلوكية الأخرى.

– لا بد على صعيد الوقاية على تجنيب الطفل الناشئ للعوامل المؤدية إلى سلوك السرقة وهي:

– تنمية الحس الخلقي لديه بالتدرج مع بداية عمره وتقدم نموه العقلي بحيث يصل لمرحلة التمييز بين الحلال والحرام ،وذلك لكي يتعرف على ممتلكاته وممتلكات الغير ، وتدريبه على عدم اللجوء الى الاساليب الاحتيالية والاستغلال ، وإرضاء رغباته وشهواته ، وتعليمه التفاهم مع الآخرين واستئذانهم قبل التعدي على ممتلكاتهم ، وتبصيره بأهمية الأمانة والصدق والبعد عن الغش.

العلاج،،، معظم اجراءات الوقاية التي ذكرناها تندرج ضمن أساليب علاج السرقة من خلال تقصي الاسباب والعمل على ازالتها ، واذا كانت سرقة الطفل ناتجه عن عوامل غيرة أو تمييز في المعاملة أ وحرمان عاطفي أو عدم تفاهم على مصروف ، فينبغي على الاهل المبادرة لتغيير تعاملهم مع اطفالهم.

وانطلاقا من علاج اخطائهم يجب وضع الحدود ملزمة على سلوك الطفل ، وهنا يلعب تعديل سلوك السرقة عند الطفل من خلال العقوبات كمثل غرامات تعويض عن اضرار السرقة ، والحرمان من بعض الأنشطة المحببة الى نفسه أما من جانب سلوكيات الأمانة واحترام ملكية الغير فتكون بالمكافأة باستمرار في المنزل أو حتى محيط المدرسة ليجد الطفل نفسه أما معادلة الربح والخسارة.

إن من الأعراض المنتشرة عند أطفالنا اليوم هو القلق الذي أصبح يهدد حياة أطفالنا ويعيقهم من تحقيق الطمأنينة والمشاركة في الانشطة المجتمعية ومن تحديات التي تواجه الوالدين في التخلص من هذه الاضطرابات هو عدم درايتهم وفهمهم عن هذه الانفعالات.

القلق هو حالة من الشعور بالهم وتوجس الخطر أو السوء في المستقبل القريب يصاحبها شعور بالضيق والمعاناة النفسية إنه توقع للتهديد أو الأذى أو الخطر يعانيه الانسان وحده نظراً لتطوره الدماغي الذي يتيح له استشراف الأحداث التي لم تقع بعد وهناك نوعان من القلق وهما القلق الوجودي والقلق المرضي أما القلق الوجودي.

هناك أربعة جوانب تشكل أعراض القلق المرضي

– أعراض جسدية: توتر العضلات ،دوخة تسارع نبضات القلب ،ضيق التنفس وتسارعه ،تعرق الكفين وغثيان صعوبات الهضم وجفاف الفم وتكرار البول

– أعراض فكرية: المبالغة في تقدير خطورة الموقف المبالغة في الخوف من عدم التمكن من المواجهة والعجز عن التعامل هموم وأفكار سوداوية تتوقع الكوارث المبالغة في الاحساس بأنه ليس لدينا وسائل للحماية أو المساعدة وصعوبات التركيز.

– أعراض سلوكية: تجنب الظروف والمواقف المولدة للقلق التخبط والهياج في السلوك بدون فاعلية فرط اتخاذ احتياطات الحماية وفرط تجنب المواقف المثيرة للقلق ارتباك وحركة دائمة والاحساس بالتعب.

– أعراض انفعالية: العصبية ،الخوف ،النزق ،الاحساس بوقوع كارثة وشيكة فقدان الهدوء النفسي والارق وفقدان القدرة على النوم والكوابيس وسرعة الغضب والانفعال.

قد تكون اسباب القلق ذاتية أو هي نابعة من المحيط هناك على الصعيد الذاتي أسباب عديدة مولدة للقلق لدى الطفل في سنواته الأولى من العمر ،وأبرزها هو الخوف من نوازعه العدوانية والخوف من ردود الفعل الانتقامية أو العقابية عليها من الوالدين وهناك العديد من العوامل في بيئة الأسرة تولد قلق الطفل من أبرزها خوفه من الانفصال عن الوالدين أو من الضياع ومنها تهديد الطفل بشكل متكرر ولو لفظياً بأننا نقول لم نعد نحبه أو أننا نستغني عنه ومنها أيضا هو التشدد في تربية الطفل المبكرة بما لا يمكنه من تلبية متطلبات الأهل وهو ما يسمى الكمالية الزائدة ومنها تذبذب المعاملة ما بين التشدد والتراخي مما يشوش نفسية الطفل ويجعله يفقد التوجه (هل ينتظر مسامحته أو التساهل معه أو ينتظر العقاب).

سنعرض هنا طرق الوقاية من القلق وعلاجه على مستوى الأسرة والعلاقات ما بين الطفل والوالدين

إن من أهم عوامل الوقاية من القلق على مستوى الأسرة تتمثل في توفير بيئة أسرية آمنة يشعر الطفل فيها بالحماية والقبول والرعاية الملائمة يحس أنه محمي من الأخطار الذاتية والخارجية وتتمثل في أمرين وهما القبول والحب والرعاية والتقدير من ناحية وإشعار الطفل أن لدى الوالدين ما يكفي من وسائل القوة والحصانة والتمكن لحمايته من الأخطار.

يليها في الأهمية ويعزز عملها أسلوب تنشئة الطفل لجهة مراعاة وضعه ودرجة نضجه في مسائل الفطام والتدريب على النظافة بحيث يحظى بحقه من الرعاية والاهتمام قبل انجاب طفل جديد والانشغال به.

قضم الأظافر ومص الاصابع عند الاطفال

تظهر دراسات اضطراب العادات أن هناك مجموعة من الأطفال يقضمون أظافرهم من وقت لآخر ، وأن بعض الاطفال يقوم بقضم أظافر يديه بشكل متكرر جدا بحيث قد تصل حد سيلان الدم منها ،وهناك عدد منهم يستمر في قضم أظافره حتى عند بلوغه سن الرشد ، وهي عادة أكثر شيوعا لدى الإناث منها لدى الذكور ويصاحب قضم الاظافر حالة من الخجل والارتباك وخاصة في المواقف الاجتماعية بحيث تتم ممارسة هذه العملية خفيه تجنبا الشعور بالأحراج. وتترسخ هذه الحالة عند هذه الفئة القليلة بحيث يصعب عليهم التخلص منها تلقائيا وهم يصارعون الخوف من حكم الناس عليهم وخصوصا يخافون من الكبار ولذلك يحرصون على اخفاء اصابعهم.

يصاحب قضم الاظافر عادة صراع نفسي داخلي يتصف بحالة من التوتر النفسي على خلفية تراكم عدوانية داخلية تولد رد فعل معاكس يتمثل بالشعور الشديد بالذنب وهي عدوانية موجهة عادة الى الوالدين حيث ان الطفل غير مسموح له بالتعبير فغنه يشعر بالذنب.

يتفاقم الأمر من خلال توبيخ الأهل للطفل على قضم أظافرة مما يزيد عند الطفل الاحتقان والصراع النفسي والذي يفرغ من خلاله رد العدوانية الى ذاته على شكل قضم أظافر مفرط وبمشاعر انتقام مصحوبة بذنب وادانة ذاتية وكلما تراكم التوتر النفسي الداخلي لم يجد من يقضم أظافرة من وسيلة لتصريفه الا من خلال ممارسة القضم القهري لا ظافره.

العلاج: سنوضح هنا بعض النقاط التي من خلالها يمكن للأبوين علاج طفلهما

– ارشاد نفسي للطفل والوالدين معا: أما بالنسبة للوالدين فيجب عليهما تغيير نمط علاقتهما بطفلهما بمزيد من الانفتاح والتقدير وابداء الاهتمام وأن يقوموا بتشجيع طفلهم بدلا من التوبيخ والتأثيم ويفعلوا الحوار الاسري مع طفلهم.

أما بالنسبة للطفل فيحتاج من الاخصائي النفسي الى تفهم مرحب واقامة حلف علاجي معه من خلال اعادة له الاعتبار الذاتي وتغيير نظرته من السلبي الى الايجابي.

وهناك عدة طرق ارشادية يمكن تطبيقها مع الطفل وهو التنفس العميق والاسترخاء والمثابرة على ذلك لتفريغ الاحتقان والتوتر الذي يؤدي الى قضم الاظافر.

– مص الأصابع:

مص الاصابع عند الطفال يمثل مظاهر اللذة الفمية وخصوصا لذة الامتصاص الفطرية التي تشكل الثواب الممتع على الرضاعة الضرورية للحفاظ على الحياة ولا يتوقف مص الاصابع على عملية الرضاعة فحسب بل هو متعة بحد ذاتها يقبل عليها الرضع والاطفال في سنوات عمرهم الاولى وهناك أدلة على انا الاجنة تمص اصابعها وهي في الرحم ، إن مص الاصابع عند الاطفال يعطيهم لذة وشعورا داخليا مريحا بالسعادة والدفء والطمأنينة لذلك يشعر الطفل بالاسترخاء أثناء مص أصابعه.

هناك حالة مص الطفل لأصابعه وهي الطبيعية في بداية العمر والتي يتجاوزها الطفل المتمتع بالصحة النفسية تدريجيا مع التقدم في السن في هذه الحالة يمص الطفل اصبعة قبل النوم او عندما يشعر بالخوف والتوتر او حين لا يكون شيء هناك يشد من انتباهه.

هناك حالتا من مص الاصابع تستمران بعد العمر المفترض احداهما تدل على توتر نفسي واضطراب واخرى هي تعبير عن الرغبة في زيادة المتعة ويستمر الطفل في الحالة الثانية بمص اصبعة عدة سنوات وخصوصا في اوقات الفراغ وقبل النوم من اجل المتعة واطالتها اساسا.

اما الحالة الاولى فهي دليل اضطراب انفعالي يتخذ طابع الحرمان العاطفي حتى بوجود الوالدين الطفل من هؤلاء يشكو عادة من تجاهل الاهل له او هو يشكو من برودهم العاطفي حيث يقتصرون فب الاغلب على تقديم للطفل الرعاية المادية له وقد يشكو من غياب الوالدين المتكرر او يكون جو الاسرة مشحون بالتوتر الذي يفقده الامان.

يحتاج هذا الطفل الى تدخل ارشادي من الاخصائي النفسي مع الاهل لتحسين جو الاسرة وتجنيبه التوترات والشحن النفسي الذي يشعره بانعدام الطمأنينة ، كما يحتاج الى تغيير الاهل لعلاقاتهم معه لجهة بذل جرعات كبيرة من الحب والحنان ومظاهر الرعاية والاهتمام والتشجيع والشعور بأهميته ومكانته عند الوالدين والعمل على استعادته لثقته بنفسه.

 

 

من بين الانفعالات التي يعيشها الانسان في حياته يعتبر الخوف واحدا من أكثرها شيوعا وتثيره مواقف عديدة لا حصر لها والتي تتباين تبيانا كبيرا في حياة مختلف الأفراد كما تتنوع شدته من مجرد الحذر الى الهلع والرعب ويعتبر الخوف احدى القوى التي قد تعمل على البناء أو على الهدم في تكوين الشخصية ونموها.

الخوف هو رد فعل حيوي طبيعي عند كل الكائنات الحية وله وظيفة دفاعية هامة لتجنب الخطر أو التهديد بالأذى وقد ينشأ الخوف عادة نتيجة لعملية ادراكية محددة أمام خطر معين أو تهديد فإذا أحس الشخص أن هذا التهديد أو الخطر أكبر من قدرته على مواجهته والتعامل معه فسيشعر بالخوف هناك مخاوف فطرية من الأصوات المرتفعة الفجائية أو من توجه شيء كبير بسرعة تجاهنا (مثل سيارة مسرعة…) أو من السقوط وفقدان التوازن وتندرج موضوعات الخوف هذه ضمن ثلاث فئات وهي: –

الجراح والأسلحة البيضاء أو الحربية والاختطاف والعمليات الجراحية الحوادث الطبيعية كالعواصف والظلام والرعد التوتر النفسي مثل النزاعات في الاسرة والخوف من المناسبات الاجتماعية والمدرسة والامتحات وتتفاوت حالات الخوف وموضوعاته مع السن حيث تشيع العديد من المخاوف ما بين سن الثانية والرابعة (حيوانات وظلام وعواصف والغرباء) وتقل تدريجيا بعد الخامسة حيث تختفي عادة في سن التاسعة وتسيطر ما بين الرابعة والسادسة حالات الخوف المتخيل من الاشباح والوحوش واللصوص وتختفي عادة في سن العاشرة.

أسباب الخوف المعيق لنمو الطفل عديدة من أبرزها: –

– التعرض لصدمات أو حالات أذى فعلي أدت إلى ألم جسدي وخوف على السلامة الذاتية وتحدث نتيجة لتدخل جراحي أو لحادث حريق أو غرق أو إصابة جسمية أو التعرض للضرب والعنف من قبل الكبار.

– الخوف المتعلم من خلال المحاكاة والنمذجة مع الأشخاص المرجعيين فالأم مفرطة القلق والتوجس أو التي تخاف من بعض الأشياء أو الظواهر سوف تنقل خوفها الى طفلها بطريقة غير مباشرة.

– الخوف من النوايا الذاتية: كل الأطفال يشعرون بالغضب أو الغيرة أو الأحباط أو العدوان ولكن عندما يتعلم الطفل أن هذه المشاعر غير مسموحة من قبل الوالدين وأنها ستجلب العقاب فإنه يتعلم أن يخاف من نوازعه العدوانية هذه وقد تظهر عليه حالات خوف.

– الخوف بقصد الابتزاز أو التهرب من الواجبات: وهي ظاهرة معروفه وتتكرر عند بعض الأطفال يدعي الطفل مثلا أنه يخاف الظلام كي يجبر أمه أو أخته كي ترافقه الى دورة المياه.

– الاستجابة للجو العائلي: هناك العديد من العوامل في الاسرة تغرس الخوف عند الطفل وتفقده الإحساس بالقفة بنفسه بكثرة التوبيخ والنقد.

هناك العديد من أساليب الوقاية والعلاج من حالات الخوف التي تصبح أسلوبا معتادا من الطفل لمواجهة مختلف أشكال التهديدات.

– تنمية قدرة الطفل على التعامل مع البيئة وذلك من خلال تشجيعه منذ البداية على المواجهة والتجريب من خلال الممارسة وروح الاستكشاف.

– إحاطة الطفل بجو آمن ومتفهم وغرس القناعة لديه بأنه محمي من قبل الأهل وحضورهم أو إمكانية تدخلهم فذلك ما يبث الثقة بنفسه وبقدراته مما يساعده على الانفتاح.

– على الأهل تجنب الافراط في التوبيخ والادانة والملامة في تعاملهم مع سلوكيات طفلهم

– تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره بتلقائية من موقع تفهم الأهل لهذه المشاعر ومناقشتها معه وكذلك لا بد للأهل من التعبير الهادئ عن مشاعرهم.

– مكافأة الشجاعة والإقدام وهي آلية معروفه ويجب أن تطبق بالتدريج ويكافأ الطفل على كل خطوة يخطوها وكل نتيجة ولو كانت صغيرة يحققها على طريق تغلبه على خوفه.

– الغمر: يتبع بعض الأهل والمدربين أحيانا أسلوب الغمر فالطفل الذي يخشى النزول الى الماء مثلاً يحمله الراشد او المدرب ويقفز معه الى الماء ومع التكرار والتشجيع والاشادة يتخلص الطفل من خوفة.

 

ابدأ في كتابة لمعرفة المنتجات التي كنت تبحث عن.
متجر