ظاهرة السرقة عند الاطفال هي سلوك شائع جدا عند الأطفال و أحدى العادات السلوكية السيئة المكتسبة ، والتي لا تقل خطراً عن الكذب ، فدائما السرقة في السن الأصغر تقتصر على الوسط العائلي أو المدرسي ، أما في سن المراهقة فتكون في المجتمع الأكبر (السرقة من المحلات والسوبرماركت وسرقة البيوت….الخ)
يكتسب الأطفال هذا السلوك من المحيط الذي يعيشون فيه عن طريق التقليد فهي ليست حتمية وبالتالي يمكن تجنبها إذا نجحنا في تربية أطفالنا تربية صالحة وحذرناهم من عواقب هذا السلوك الذي لا يجلب لهم إلا الشر والأذى.
تعرف السرقة بأنها اختلاس شيء أم متاع أو مال يملكه شخص آخر بدون علمه (خفيه عنه) وبدون موافقته ، كذلك الحيلة والخداع تعتبر من السرقة كمثل ان طفل يريد أن يستعير لعبة مع نيته عدم إرجاعها الى صاحبها، إن صغار الاطفال عادة لا يميزوا بين حدود الملكية والحقوق ،ولذلك قد يقدمون على السرقة.
تتنوع حالات السرقة كما تتنوع أسبابها ومن خلال مقالنا عبر “أثير” سنوضح بعض الأسباب التي تساعد الأبوين بداية في الوقاية وعلاج سلوك السرقة عند أطفالهم.
السرقة الناتجة عن الحرمان من حاجة مادية: مثال الطفل الذي يسرق كي يأكل ويسد جوعه نتيجة اهمال الاسرة لإشباع حاجاته الاساسية ، أو يكون هاربا من البيت بسبب العنف.
– السرقة بالصدفة أو العابرة: وهي عادة ما يكونوا الأطفال في مكان معين فتكون هناك أشياء مغرية تغريهم للحصول عليها وينتج عنه بعض من التحدي والمخاطرة بينهم فيجرؤا على السرقة.
– تدني التربية الاخلاقية في الأسرة مع تدني الرعاية والحماية: كمثل اقدام الاب او الاخوة على السرقة ويرجع ايضا تساهل الاسرة لهذا السلوك وعدم محاسبة الطفل الجانح لأنها لا توفر له الرعاية في الاصل.
– السرقة بسبب الاساءة النفسية: وهنا يقوم الطفل بالسرقة بسبب الانتقام من الاخ أو الاخت يحظى بالاهتمام الزائد من الوالدين أو أحدهما على حساب حقه هو ، وقد يسرق أيضا تعويضا عن حرمان عاطفي.
– السرقة بسبب الشعبية أو الشهرة: وهنا يقوم الطفل بسرقة أغراض من المنزل ويقوم بتوزيعها على رفاقه في المدرسة كمثل الفتاة تسرق بعض الحلي الصغيرة (خواتم – أقراط أذن)
الوقاية والعلاج،،، تتعد طرق الوقاية من سلوك السرقة وعلاجه ، وتتلاقى في معظمها مع وقاية وعلاج المشكلات السلوكية الأخرى.
– لا بد على صعيد الوقاية على تجنيب الطفل الناشئ للعوامل المؤدية إلى سلوك السرقة وهي:
– تنمية الحس الخلقي لديه بالتدرج مع بداية عمره وتقدم نموه العقلي بحيث يصل لمرحلة التمييز بين الحلال والحرام ،وذلك لكي يتعرف على ممتلكاته وممتلكات الغير ، وتدريبه على عدم اللجوء الى الاساليب الاحتيالية والاستغلال ، وإرضاء رغباته وشهواته ، وتعليمه التفاهم مع الآخرين واستئذانهم قبل التعدي على ممتلكاتهم ، وتبصيره بأهمية الأمانة والصدق والبعد عن الغش.
العلاج،،، معظم اجراءات الوقاية التي ذكرناها تندرج ضمن أساليب علاج السرقة من خلال تقصي الاسباب والعمل على ازالتها ، واذا كانت سرقة الطفل ناتجه عن عوامل غيرة أو تمييز في المعاملة أ وحرمان عاطفي أو عدم تفاهم على مصروف ، فينبغي على الاهل المبادرة لتغيير تعاملهم مع اطفالهم.
وانطلاقا من علاج اخطائهم يجب وضع الحدود ملزمة على سلوك الطفل ، وهنا يلعب تعديل سلوك السرقة عند الطفل من خلال العقوبات كمثل غرامات تعويض عن اضرار السرقة ، والحرمان من بعض الأنشطة المحببة الى نفسه أما من جانب سلوكيات الأمانة واحترام ملكية الغير فتكون بالمكافأة باستمرار في المنزل أو حتى محيط المدرسة ليجد الطفل نفسه أما معادلة الربح والخسارة.