من بين الانفعالات التي يعيشها الانسان في حياته يعتبر الخوف واحدا من أكثرها شيوعا وتثيره مواقف عديدة لا حصر لها والتي تتباين تبيانا كبيرا في حياة مختلف الأفراد كما تتنوع شدته من مجرد الحذر الى الهلع والرعب ويعتبر الخوف احدى القوى التي قد تعمل على البناء أو على الهدم في تكوين الشخصية ونموها.
الخوف هو رد فعل حيوي طبيعي عند كل الكائنات الحية وله وظيفة دفاعية هامة لتجنب الخطر أو التهديد بالأذى وقد ينشأ الخوف عادة نتيجة لعملية ادراكية محددة أمام خطر معين أو تهديد فإذا أحس الشخص أن هذا التهديد أو الخطر أكبر من قدرته على مواجهته والتعامل معه فسيشعر بالخوف هناك مخاوف فطرية من الأصوات المرتفعة الفجائية أو من توجه شيء كبير بسرعة تجاهنا (مثل سيارة مسرعة…) أو من السقوط وفقدان التوازن وتندرج موضوعات الخوف هذه ضمن ثلاث فئات وهي: –
الجراح والأسلحة البيضاء أو الحربية والاختطاف والعمليات الجراحية الحوادث الطبيعية كالعواصف والظلام والرعد التوتر النفسي مثل النزاعات في الاسرة والخوف من المناسبات الاجتماعية والمدرسة والامتحات وتتفاوت حالات الخوف وموضوعاته مع السن حيث تشيع العديد من المخاوف ما بين سن الثانية والرابعة (حيوانات وظلام وعواصف والغرباء) وتقل تدريجيا بعد الخامسة حيث تختفي عادة في سن التاسعة وتسيطر ما بين الرابعة والسادسة حالات الخوف المتخيل من الاشباح والوحوش واللصوص وتختفي عادة في سن العاشرة.
أسباب الخوف المعيق لنمو الطفل عديدة من أبرزها: –
– التعرض لصدمات أو حالات أذى فعلي أدت إلى ألم جسدي وخوف على السلامة الذاتية وتحدث نتيجة لتدخل جراحي أو لحادث حريق أو غرق أو إصابة جسمية أو التعرض للضرب والعنف من قبل الكبار.
– الخوف المتعلم من خلال المحاكاة والنمذجة مع الأشخاص المرجعيين فالأم مفرطة القلق والتوجس أو التي تخاف من بعض الأشياء أو الظواهر سوف تنقل خوفها الى طفلها بطريقة غير مباشرة.
– الخوف من النوايا الذاتية: كل الأطفال يشعرون بالغضب أو الغيرة أو الأحباط أو العدوان ولكن عندما يتعلم الطفل أن هذه المشاعر غير مسموحة من قبل الوالدين وأنها ستجلب العقاب فإنه يتعلم أن يخاف من نوازعه العدوانية هذه وقد تظهر عليه حالات خوف.
– الخوف بقصد الابتزاز أو التهرب من الواجبات: وهي ظاهرة معروفه وتتكرر عند بعض الأطفال يدعي الطفل مثلا أنه يخاف الظلام كي يجبر أمه أو أخته كي ترافقه الى دورة المياه.
– الاستجابة للجو العائلي: هناك العديد من العوامل في الاسرة تغرس الخوف عند الطفل وتفقده الإحساس بالقفة بنفسه بكثرة التوبيخ والنقد.
هناك العديد من أساليب الوقاية والعلاج من حالات الخوف التي تصبح أسلوبا معتادا من الطفل لمواجهة مختلف أشكال التهديدات.
– تنمية قدرة الطفل على التعامل مع البيئة وذلك من خلال تشجيعه منذ البداية على المواجهة والتجريب من خلال الممارسة وروح الاستكشاف.
– إحاطة الطفل بجو آمن ومتفهم وغرس القناعة لديه بأنه محمي من قبل الأهل وحضورهم أو إمكانية تدخلهم فذلك ما يبث الثقة بنفسه وبقدراته مما يساعده على الانفتاح.
– على الأهل تجنب الافراط في التوبيخ والادانة والملامة في تعاملهم مع سلوكيات طفلهم
– تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره بتلقائية من موقع تفهم الأهل لهذه المشاعر ومناقشتها معه وكذلك لا بد للأهل من التعبير الهادئ عن مشاعرهم.
– مكافأة الشجاعة والإقدام وهي آلية معروفه ويجب أن تطبق بالتدريج ويكافأ الطفل على كل خطوة يخطوها وكل نتيجة ولو كانت صغيرة يحققها على طريق تغلبه على خوفه.
– الغمر: يتبع بعض الأهل والمدربين أحيانا أسلوب الغمر فالطفل الذي يخشى النزول الى الماء مثلاً يحمله الراشد او المدرب ويقفز معه الى الماء ومع التكرار والتشجيع والاشادة يتخلص الطفل من خوفة.