الاستماع هي مهارة تعتبر المهارة الاولى التي من خلالها تبدأ تربية الأبناء لذلك لو كان الاباء يجيدون الاستماع والاصغاء لأحسنوا الحوار وهو مفتاح التربية ، بالتالي فإن في الاستماع إعجاز رباني من الله عز وجل وهو يعتبر من الحواس بالتالي حاسة السمع هي الوحيدة التي تعمل والجنين في بطن أمه لذلك نبين هنا بآن تربية الأبناء قائمة على الاستماع والكلام وهنا السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقال هل أنتم مستمعون لأبنائكم وهنا نبين خطورة عدم الاستماع أيضا بآن الابناء إذا لم يجدوا من يستمع اليهم سيبحثون عن أحد لكي يستمع اليهم.
لا شك أن الأهل يقدمون نصائحهم بنية حسنة إلا ان الغالب لا تكون مفيدة ومؤثرة وهم بالحقيقة يبعدون اولادهم نهم بما يستعملون معهم النصائح التهديدات وربما حتى الاستهزاء ، وحتى الشفقة قد تكون احيانا شكلا من عدم الاستماع فعندما يأتي الولد حزينا متأثرا فانه يحتاج للتعبير عما في نفسه إلا أن بعض الآباء قد يقول له (لا تحزن) لا شك أن نية الأهل طيبة في كل هذا إلا أنهم لا يعطون الولد ما هو بأمس الحاجه إليه في هذه الحالات وهو الشعور بأن هناك من يستمع له ويفهم مشاعره.
عندما ينزعج الأبناء فإنهم يحتاجون للتعبير عن ألمهم ومشاعرهم والغالب أنهم يفعلون ذلك عن طريق البكاء والصراخ وأحيانا الضحك ، وقد يحتاجون أحيانا للاماك بهم كي لا يسببوا أذية للأخرين أو لأنفسهم إلا أته من المهم أن يسمح الاهل للولد بإطلاق مشاعره هذ بدل أن يحاولوا كتما بأخباره (أن الاولاد الصغار لا يبكون) ويحتاج الأطفال وهم في هذه الحالات الى انتباه الاهل الكامل والضم بحنان أو حتى مجرد اللمس ، وبذلك يعبر الطفل عن مشاعر استيائه محررا نفسه منها لينطلق الى الامام إن هم الاهل لهذا والانتباه الذي يعطونه لولدهم هو نوع فعال من الاصغاء والاستماع وهو يدل على احترام الولد ومحبته وتقبله مما يساعده على النمو والتطور كإنسان قوي.
إن الاستماع لا يأتي بشكل طبيعي وانما هو مهارة يمكن للإنسان ان يتعلمها ويتقنها وهذه بعض الطرق التي تساعد على الاستماع المؤثر ، لا تستمع بأذنيك فقط بل استمع بكامل جسمك فوجهك وصوتك وطريقة جلوسك وعينيك توقف عن الاعمال الاخرى من قراءة أو النظر الى هاتفك ، أنظر الى ولدك ولكن من دون فتح العينين بشكل مخوف له ، إن الكلمات الطيبة الصحيحة لا تكفي اذا شعر الولد من وجهك ونبرة صوتك أنك لا تفهم عليه وأنك غير متجاوب معه لذلك من الأمور المهمة أن تركز انتباهك على الولد وأن تبذل الجهد لفهم ما يريد أن يقول لك ، ومن المفيد أحيانا أن يكون هناك ملامسة بينك وبين ولدك أثناء الحديث كأن تضع يده بين يديك أو تضع يدك عل كتفه فهذا يؤكد عل حسن استماعك وتفاعلك معه.
من حسن الاستماع احيانا أن تبقى صامتا أو تقول فقط بعض العبارات القصيرة مثل (نعم) (طيب) (الان فهمت) وأحيانا قد يكون بطرح سؤال لطيف وايضا أن تقوم بتشجيع المتحدث على كلامه ، إن سر الاستماع الجيد أن تتجاوز بالإصغاء الى ما وراء الكلمات والقصة والتفصيلات لتكتشف المشاعر والاحاسيس وحال الانسان الذي يكلمك ،ويفيد كثيرا أن تحاول التأكد من أنك تستمع لكل هذه المشاعر والاحاسيس بشكل سليم وهذا ما يسمى بالاستماع الفعال.