يُعتَبَرُ الاعتداءُ الجنسِيُّ على الأطفالِ من المواضيعِ الحسّاسة، ويَميلُ الكثيرُ من الناسِ إلى تَجنُّبِ الحديثِ عنه، ومحاولةِ تجاهُلِه، أو نَفْي وجودِه في المجتمع، على الرّغم من كوْنِه ظاهرةً تَخَلَّلت كلَّ المجتمعاتِ بنِسَبٍ مُتفاوِتَة، من بينها المجتمعُ العماني، ولكنَّها ظهارةٌ محدودةٌ جدا حتى الآن، إلا أنه يَنبَغِي علينا التَّصدِّي لها بكلِّ السُّبُلِ لمحاربَتِها قدرَ الإمكان.
ونظرًا لخطورةِ هذه الظاهرةِ على الأطفالِ والمجتمعِ بصفَةٍ عامَّة؛ لا بُدَّ من طرْحِها وكشفِ اللِّثَامِ عنها، وتعريفِ الآباءِ بخطورَتِها، وتصحيحِ معتقداتِهم الخاطِئَةِ حولَها، حيث رَصدْنا في مركزِ “زُلْفى” للاستشارات الأسرية، مجموعةً من الأفكارِ والتَّصوُّراتِ الخاطِئة، التي ستكونُ سبَبًا في ازديادِ هذه الظاهرةِ وتفاقُمِها، ما لم يَتِمَّ تَصحيحُها وتغييرُها، وتَبنِّي أفكارٍ صحيحةٍ حولَها، وسَنعْرِضُ فيما يَلِي مجموعةً من تلك الأفكارِ المغْلُوطَةِ، مع توْجيهِها وتصحيحِها.
أولا: إحْصاءَاتٌ ومَفاهِيم:
سَنعْرِضُ بعضَ الإِحْصَاءاتِ التي تُبرِزُ لنا مدَى انتشارِ ظاهِرةِ الاعتداءِ الجِنْسِيِّ على الأطفال في المُجْتَمَعِ العُمَانِي، ولَسْنَا نَهدِفُ من وراءِ ذلك إلى إثارَةِ رُعْبِكُمْ، بل الْغَايَةُ من سَردِ هذه الإحْصائيات، هو الانتباهُ لخطورةِ الموضوع، وأخذُه على مَحْمَلِ الْجِدِّ.
لقد سَجَّلَتِ الْحَالاَتُ المبَلَّغُ عنها بوزارةِ التنميةِ الاجتماعيةِ ارتفاعًا بنسبةٍ تُقارِبُ 150 بالمائة في ظرْفِ سنَتيْن فقط، وذلك ما بَينَ عامَيْ 2016 و2018م، وكذلك الأمرُ بالنسبةِ لوزارة الصحة والاِدِّعَاءِ الْعَامِّ، فقد شَهِدَ كِلاَ القِطَاعَيْنِ ارْتِفَاعاً في مُعَدَّلاَتِ حَالاَتِ الاعتداء الجنسي المبلَّغِ عنها في المجتمعِ العماني.
وسَنَنْتَقِلُ بكم الآن لإلقاءِ نظرةٍ على بعضِ المفاهيم المُتَعَلِّقَةِ بالاعتداءِ الجنسي، من أجلِ التفريقِ بينها، ومعرفةِ الأشكالِ المختلِفةِ التي يَتَّخذُها الاعتداءُ الجنْسيُّ على الأطفال، ومن تلك المفاهيمِ ما يلي:
- التَّحرُّشُ الجنْسي، وهو: سُلوكٌ مفْروضٌ على شخصٍ آخر، تُوظَّفُ فيه رُموزٌ وإيحاءاتٌ جنْسيَّة.
- الاِسْتِغْلالُ الجنْسي، وهو: الاتصال الجنسيُّ بين طفلٍ وشخْصٍ بالغٍ من أجلٍ إرْضاءِ رغباتِ الطَّرَف الـمُعْتَدي، وذلك عن طريقِ القُوَّةِ أو السَّيْطرة، مع اسْتمراريَّةِ هذا الاعتداءِ وتكرُّرِه.
- الاِغْتِصاب، ويُقصَدُ به: فرْضُ الاتصالِ الجنْسيِّ من طرَفِ شخصٍ على آخرَ عن طريقِ القوَّةِ والإكراه.
ثانيا: آثارُ الاعتداءِ الجنْسيِّ على الأطفال:
بعد إطلاَعِكُم على بعضِ أشْكالِ الاعتداءِ الجنْسي، والمصطلحاتِ التي تُعالَجُ في إِطارِها مثلُ هذه الاعتداءات، سننتقلُ بكم للحديثِ عن الآثارِ والمؤشراتِ التي تَدلُّ على وجودِ اعتداءٍ جنْسي أو حدوثِه، وهي مُقَسَّمَةٌ حسَبَ أنواعِها إلى عدةِ أقسام، نُعَرِّفكم عليها فيما يلي:
- المُؤَشِّراتُ النَّفْسِيَّةِ، فبعد الاعتداءِ الجنْسي، تَحْدُثُ لِلطِّفل بعضُ التَّدَاعِيَاتِ النفسية، التي تَتجلَّى على شكْلِ اضْطرابٍ في النَّوم، أو خَدَرٍ شَدِيد، أو الخَوْفِ والقَلَقِ والاِنْعِزَالِ، والبكاءِ نتيجةَ الشُّعُور بالذَّنْبِ والْخَجَلِ والإِحْبَاطِ، واحْتِقَارِ الذَّاتِ، وفُقْدَانِ الثِّقَةِ بالنَّفْسِ.
- المُؤَشِّراتُ المعرِفيَّة، يُصابُ الطفلُ المُعْتَدَى عليه جِنْسِياً بانْخِفَاضٍ في مُسْتَوَاهُ التَّعْلِيمِي والدِّرَاسِي، وذلك بسَببِ فقدانِ التَّركيز، وتَشَوُّشُ الذِّهْنِ، واشْتِغَالِه بالتفكيرِ فيما تَعَرَّضَ له.
- المُؤَشِّراتُ الاجتماعية، ومن المؤشراتِ الاجتماعيةِ على حدوثِ اعْتِدَاءٍ جنْسي؛ مَيْلُ الطفل إلى الاِنْعِزَالِ والاِبْتِعَادِ عن أَقْرَانِهِ، ومحَاولَتُهِ عَدَمَ الاِخْتِلاَطِ بالآخرين، ونُفُورُه من زيارةِ بعضِ الأقارب.
- مُؤَشِّرُ الاِضْطِرَابِ الْجِنْسِي؛ حيث يُظْهِرُ الطِّفْلُ نَشَاطا جنْسِيّا مُبَكِّرا، واهتماما بأعْضائِهِ الجنسية، واشْتِغالاً بالمَوَاضِيعِ الجنسية، كما تَبْرزُ في بعضِ الحالاتِ سُلوكَات جنسيةٌ شَاذَّة.
- المؤشراتُ السُّلٌوكِية، يُمْكِن اعْتِبَارُ مُؤَشِّرُ الاِضْطِرَابِ الجنْسي نوعا من المؤشراتِ السُّلوكيَّة، ولَكِنَّنا أفْرَدْناه بالذِّكْرِ لِخُصُوصِيَّتِهِ، ومن المؤشراتِ السلوكية، سُرْعَةُ الغَضَب، وخاصةً عندما يَلْمَسُه أحَدِهِم، والنُّفُورُ من المدرسة، والْهُرُوب منها ومن البيْت.
فهذه بعضُ المؤشِّراتِ التي ذَكَرْنَاها من أجلِ أن يَنْتَبِهَ لها الآباء، ويَحْرِصوا على تَفَقُّد أحوالِ أبنائِهم، وأخْذِ موضوعِ الاعتداءِ الجنْسي مَأْخَذا جِدِّيا، ولقد شَهِدْنا في مركزِ “زُلفى” للاستشارات الأسرية، قُوَّةَ الصَّدْمةِ التي أحَسَّتْ بها أمٌّ، بعد اكْتِشَافِها أنَّ ابنَها كان يَتَعَرَّضُ لاعتِداءٍ جنْسي من أحدِ الأَقَارِبِ كُلَّمَا ذَهَبَتْ إليهم، وأَخْبَرَتْنا هذه الأمُّ أن ابنَها كان يَمْتَنِعُ من الذَّهابِ معها لزِيَارَتِهِم، ولكنها كانت تَضْغَطُ عليه، فَأَحَسَّتْ بِنَوْعٍ من الذَّنْبِ لكونِها لم تَنْتَبِه لهذا المُؤَشِّر الذي كان يُظْهِرُهُ ابنُها، ويُحَاولُ أنْ يُخْبِرَها مِنْ خِلاَلِهِ بأنه يَتَعَرَّضُ هناك لاعتداءٍ جنْسي.
ثالثا: مُعْتَقَدَاتُ الآباءِ حَوْلَ الاِعْتِدَاءِ الجنْسي:
من الأُمُورِ التي قد يكون لهَا دَوْرٌ غَيْرُ مُبَاشِرٍ في انْتِشَارِ ظَاهِرَةِ الاِعْتِدَاءِ الجِنْسِيِّ على الأطفال؛ تِلْك المُعْتَقَدَاتُ الخَاطِئَةُ التي يَحْمِلُهَا الْكَثِيرُ من الآبَاءِ عنِ الاعتداءِ الجنسيِّ، والتي تُساهِم في توفيرِ الجوِّ المناسبِ لِلْمُعْتدي لِيَقُومَ بِجُرمِهِ، ومن تلك المعْتقَداتِ ما يلي:
- الاعتداءُ الجنسيُّ ناذِرُ الحُدوث: يَتصوَّرُ الكثيرُ من الآباءِ بأن الاعتداءَ الجنسيَّ ناذِرُ الحدوث، وأنه من المستَبْعَدِ وقُوعُ أبنائِهم ضحيَّةً له، في حين أنَّ الحقيقةَ خِلافُ ذلك، وكوْنُنا لا نَعرفُ بوُقُعِه لا يَعْنِي أنه لا يَحدُث، لِذا يَجبُ عليْنا الحَذَر، وأخْذُ الاعتداءِ الجنسيِّ على الأطفالِ في الحُسْبان.
- يَحدُثُ الاعتداءُ الجنسيُّ في أماكنَ بعيدَة: بسبَبِ حُسْنِ ظنِّنَا في مجتمَعِنا وأقارِبِنا، فإننا نعتَقِدُ بأن الاعتداءَ الجنْسيَّ على الأطفالِ يَقَعُ في مجتمعاتٍ وأماكِنَ بعيدَةٍ عَنَّا، نظرًا لكوْنِها مجتمعاتٍ غيرَ متدَيِّنَةٍ أو ما شابَه، ولكنَّ هذه الفِكْرَةَ خاطئةٌ تماما؛ فقد يَحدُث الاعتداءُ الجنسِيُّ على الأطفال في أيِّ مجتَمَع، بل وقد يَقَعُ في حَيِّك أو بيْتِك.
لا يَحتاج المُعتَدِي إلى مكانٍ بعيدٍ ومَخْبأٍ سريٍّ ليقومَ باعتدائِه كما تَظُنّ، بل قد يَقومُ بذلك في أقرَبِ نُقطةٍ منك، حيْثُ يَعملُ على بناءِ علاقةِ مودَّةٍ مع الطّفل، واستِدْراجِه إلى مكانٍ آمن بالنِّسبَةِ له، وقد يَكونُ ذلك المكانُ هو منزِلُك، فكُنْ على بصيرةٍ من هذه المسْألَة، وتَذَكَّرْ بأنَّ الاعتداءَ الجنسيَّ قد يَحدثُ في أيِّ مكانٍ وأيِّ زَمان.
- يَتِمُّ الاعتداءُ على الأطفالِ من طَرفِ الغُرباءِ فقط: منَ المعتقداتِ الشَّائعةِ عند كثيرٍ من الآباء، أن الاعتداءَ على الأطفالِ جنسيًّا يَتمُّ على يَدِ الغُرباءِ والأَباعِدِ دون الأهلِ والأَقارِب، ولكنَّ هذه الفكرةَ غيرُ صحيحةٍ للأسف؛ لأنّ العديدَ من حالاتِ الاعتداءِ الجنسيِّ على الأطفال، كان المعتَدِي فيها أحدَ الأقارب، إما الجارُ أو العمُّ أو الخال، أو حتى الأبُ في بعضِ الحالات، فلا بُدَّ من التَّيَقُّظِ والانتباه، وأن يَحرِصَ الآباءُ على معرفةِ نوعِ العلاقةِ التي تَربطُ أبناءَهم بأقارِبِهم، وخاصةً الذين يتَرَدَّدون على البيتِ بشكلٍ مستمر.
لا يَعني هذا أن نُبالغَ في الحَذر، وأن نَفقِدَ ثقتنا في أحِبّائِنا وأقارِبِنا، وأن نعيشَ حالةً من الوَسْوَسَةِ وعدم الاِرْتِيَاح، ولكنه لا يعني أيضا أن نَتعاملَ مع الموضوعِ بمنتهى السَّذاجَة، فلا بُدَّ من حالةٍ وَسَط، وألا تَكون ثقتُنا في الآخرين ثقةً عمياء، بل ثِقةً منْضِبِطَة.
- إذا تَعرَّضَ ابني للاعتداءِ فإنه لن يَصمُت: لا يَتخيَّلُ مُعظَمُ الآباءِ بأنّ الطّفلَ سيَسكُت عن الاعتداءِ الذي تَعرَّضَ له، وأنه سيَتْرُك الأمرَ سِرًّا، بل يَظنُّونَ أن أبناءَهم سيُبادِرُون بإخبارِهم عن أيِّ اعتداءٍ أو محاولةِ اعتداءٍ تعرَّضُوا لها، ولكنَّ الواقعَ خِلافُ ذلك؛ حيث يَلُوذُ الكثيرُ من الأطفالِ المعتَدَى عليهم بالصَّمت، ويتجَنَّبون إخبارَ أيٍّ كان، ولا يَعني ذلك قَبولَ الطفلِ بالاعتداء، بل حالةُ الصَّمةِ هذه نتيجةٌ لسوءِ التربية، وانعكاسٌ للسُّلطَةِ المفْرطَةِ لبعضِ الآباء، وعدَمُ إتاحةِ فرْصةٍ للأطفالِ بُغْيَةَ الحديثِ عن أنفُسِهم والتَّعبِيرِ بحريةٍ عن أفكارِهم، بالإضافةِ إلى تَخوُّفِه من إثارةِ موضوعٍ كهذا، حتى لا يُتَّهمَ بسوءِ الأدبِ وقلَّةِ الحياء.
ومن هنا يَجبُ عليْنا تَبنِّي أسلوبٍ مُختلِفٍ في تَربيَّةِ الأبناء، وتَلقِينَهم ثقافةَ الحوار، وإعطائِهم فرصةً أكبرَ للحديثِ والتَّعبيرِ عن ذاتِهم، وإشعارِهم بالثِّقَةِ والأمان، وفي هذه الحالةِ فقط، سيُخبِرُك ابنُك بأيِّ شيءٍ مُريبٍ أو تصرُّفٍ مُشينٍ يتعرَّضُ له، وتَستَطيعُ حينها تَجنُّبَ الاعتداءِ قبلَ وقوعِه، أو علاجَ تداعِيّاتِه بأسرعِ وقتٍ ممكن.
- الطّفلُ هو السّبَبُ في الاعتداءِ الجنسي: ونَختِمُ هنا بواحدةٍ من الأفكارِ الخطيرةِ لدى بعضِ الآباء، وهي أنَّ الطفلَ المعتَدَى عليه له دورٌ في هذا الاعتِداء، وأنه هو السببُ في حدوثِه، مما يُؤدِّي إلى تَعنيفِ الطفلِ ومُعاقَبَتِه ونَبْذِه، الأمرُ الذي يُؤثِّرُ على نفسيَّةِ الطفلِ بشكلٍ كبير، ويُسبِّبُ له حالةً من الحُزنِ العميق؛ فبَدَلَ أن يَتلقَّى من وَالديْه الدعمَ والمُواسَاة، ليَتجاوَزَ تأثِيراتِ الاعتداءِ النفسيةَ والجسديَّة، يَتَعرَّضُ إلى أَلَمٍ نفسيٍّ وجسديٍّ مضاعفٍ، بسبَبِ المعاملةِ التي يَتلقّاها من والديْه.
وهذه الفكرةُ مغلوطةٌ للأسف؛ فالطّفلُ مجرّدُ ضحيَّة، مهما كانت مُلبَساتُ الاعتداء، لأن المعتدِيَ هو الذي أغْراهُ واستَدْرَجَه، واستغلَّ ضعْفَه وسذاجَتَه، وهو الذي يَتحمَّلُ كاملَ المسؤولية، ويَجبُ أن يقعَ العقابُ عليه وحدَه، أما الطفلُ المعْتَدَى عليه، فتَنبَغي مُعامَلتُه بلُطْف، ومُساعَدَتُه ودعْمُه ليَتجاوَزَ تداعِياتِ الاعتِداء، ونَكسِبَ ثقَتَه، وبذلك نَحمِيه من الوقوعِ ضحيةً للاعتداءِ مرَّةً أخرى.
رابعا: دورُ الأُسْرَة قبلَ وبعدَ حدُوثِ الاعتداءِ الجنسي:
إنَّ المسؤوليةَ الواقعةَ على كاهِلِ الأسرةِ جَسِيمَةٌ جدا، وخاصَّةً إذا علِمْنَا بأنها تضْطَلعُ بدورٍ مُهِمٍ في الحدِّ من الاعتداءِ الجنسِيِّ قبلَ وبعدَ حدوثُهِ، وذلك من خلالِ توفيرِ الاحْتِياجاتِ الضَّرُورِيَّةِ للطِّفل، وإشباعِ رغباتِهِ العاطفيَّةِ، وبناءِ علاقةٍ قَوِيةٍ معه أساسُها الثِّقة والحوار، والبَوْح والمكاشَفَة، حتى يَقُصَّ الطفلُ لوالديْهِ ما يَحدثُ له ويُهَددُ أمْنَهُ وسلامَتَهُ، وخاصةً إذا علِمْنا أنَّ كثيرا من الأبْناءِ المُعْتدَى عليهم يلُوذُون بالصَّمْتِ خوفا من اللَّوْمِ والعِقابِ، ووَصْمَةِ العارِ التي قد تلحقُهم.
كما تُعْتبرُ المشاكِلُ داخلَ البيْتِ وتَفَكُّكُ الأُسْرَةِ، عاملاً مُساعِداً على خَلقِ ضَحَايا الاعتداءَاتِ الجنسيَّةِ في وسَطَ الأطفالِ؛ حيث يفْتَقِدُ الأطفالُ حَنَانَ البيتِ ورِعَايَةَ الوالدَيْنِ، ويُصْبِحُونَ فريسةً سهْلَةً للذِّئَابِ المترَبِّصةِ بهم.
ويَنبغي أن تَحْرصَ الأُسرةُ على تلقِينِ أبنائِها شيئا من الثَّقافَةِ الجنْسِيَّةِ، وتحْذِيرَهُم من اللَّمْس واللَّعِبِ غيرِ البرِيءِ، كما يتعَيَّنُ على الوالدَيْنِ أن يكونوا على دِرايةٍ بأصدقاءِ أطفالهِمْ وخُلَطائِهِم، ومعرفةِ اهتماماتِهِم.
إلا أن ذلك كلَّهُ لا يُغنِي عن دوْرِ الأخِصَّائِيِّين، وخاصةً بعدَ وقوعِ الاعتداءِ؛ حيث يُنصَحُ في مثل هذه الحالةِ زيارةُ مراكزِ الاستشاراتِ الأسريةِ، والاسْتِعانَةِ بالمخْتَصِّين، لمساعَدَةِ ضَحايا الاعتداءِ على تجاوزِ صَدْمةِ الحَدثِ وتَداعِيَّاتِه.