الحوار بين الزوجين له دور كبير في تقوية العلاقات الأسري والزوجية خاصة، ويزيد من تماسك الأسرة فإن العلاقة المبنية على المحبة والألفة بين الزوجين تسهم في زيادة التفاهم والتوافق بين الزوجين وتقلل من المشاكل الزوجية، فهناك دراسات أكدت بإن المشاكل الزوجية يعود سببها الرئيسي الى انعدام لغة الحوار داخل الأسرة.
إن من أهمية الحوار بين الزوجين فهو يساعد على التوافق الزوجي ومن خلاله أيضا يتحقق التواصل بين أفرادها، ويبث بين أفراد الاسرة روح المحبة والمودة بينهم، ويساعدهم على التقريب بين وجهات النظر ويعلمهم احترام رأي الآخر.
إن الحوار الاسري يحتاجه الشباب المتزوجين حديثا في بداية زواجهم فهو يعتبر الرداء الأساسي للأسرة، وهنا يمكن على الأزواج أن يعبروا عن مشاعرهم بالأشياء الداخلية وبالإيجابيات والسلبيات، ويمكن القول بأن هناك ثلاث فئات بين هؤلاء الأزواج وهي الفئة الأولى والتي تلتزم الصمت والفئة الثانية تعبر عن مشاعرها ولكن بطريقة خاطئة والفئة الثالثة تعبر عن مشاعرها بطريقة صحيحة ولكن على الزوجين أن يأخذوا في بالهم موضوع مهم جدا وهو الاختلاف بين الرجل والمرأة فهما مختلفين تماما في الأحاسيس والمشاعر وطريقة التفكير أيضا ، لذلك لو عرف كل واحد من الزوجين هذا الاختلاف فالحوار بينهم سيكون ناجح وحوار ايجابي.
هنا علينا أن نوضح كيف نطبق وننجح في الحوار وهي بداية على الزوج أن يتفهم حاجة الزوجة للكلام، ويستوعب حاجتها لأذن صاغية وعلى الزوجة أيضا أن لا تضغط على زوجها ليتكلم حين تجده غير مستعد للحديث، وأن لا تسيء تفسير موقفه.
وهنا نتطرق إلى تقنيات الحوار بين الزوجين حيث إنه ينبغي على الزوجين مراعاة أمور كثيرة ومنها:
على الزوجين أن يتذكروا فيما بينهم استحضار النية الصالحة في الحوار وعدم تحويله إلى جدال، فلا ندخل الحوارات على أنها معارك يجب أن ننتصر فيها ، وما دام الأمر كذلك فالجدال لا مكان له في حواراتنا، بل يجب أن نفيد ونستفيد، وإلا فعلى الحوار السلام و التأكيد على نفسية الكسب للطرفين وعدم تواجد طرف ثالث أياً كان، وعلى الزوجين أن يبقيا داخل حياتهما سراً لا يطلع عليه أحد حتى أقرب المقربين و اعتماد قاعدة أساسية في الحوار وهي “اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية”، قد نختلف نعم، لكننا نختلف إلا لأننا نريد مصلحة الأسرة، ، إن الصراحة بين الزوجين شرط أساسي في العلاقة وفي الحوار بينهما بشكل خاص ، يجب على الزوجين أن يحترما رغباتهم أيضا على الزوجين أن يكونوا هادئين أثناء الحوار ويخفضوا من أصواتهم أثناء الحوار بينهم ، وأن تكون الابتسامة حاضرة بينهم وأن يكونوا حذرين جدا وأن لا يقاطع أحدهما الآخر أو الاستهزاء بالشتم واللوم أثناء الحوار
هناك من المفاهيم الخاطئة والسلبية عند الزوجين والتي تعيق عملية الحوار والتواصل بينهم. ونذكر أهمها:
– يعتقد الزوج بإن الزوجة تتصرف كما يتصرف هو من حيث أسلوب التفكير والمحادثة ولا يعلم بإن هناك فروقات بين الرجل والمرأة في عدة جوانب.
– أحيانا الزوج يستهين من شكوى الزوجة له واعتبارها من أساليب الزوجة النكدية وبعض الأحيان يستخف حتى من اقتراحاتها وهذا يعود لعدم الثقة بينهم.
– يتصور الزوج بانه قد أوفي بكل متطلبات الزوجة وأدى واجباته المالية من حيث السعي والعمل والإنفاق وهكذا يكون قد أدى دوره.
– بعض الأزواج يعتقد إن الزوجة بطبعها كثيرة الثرثرة فمن الأفضل عدم اعطائها الفرصة للتحدث والكلام.
– اعتقاد الزوج بإن على الزوجة فقط أن تبادر لتحادث زوجها وتؤمن له الراحة النفسية.